Al-Watan (Saudi)

كيف يرى من تنفجر عنده قنبلة نووية؟

-

في الطب ثمة درجات لتصنيف الحروق، تبدأ من الدرجة الأولى التي تعني حروقا سطحية ثم الثانية والتي تعني حروقا نزلت أسفل البشرة إلى الأدمة، وهاتان الدرجتان مؤلمتان، أما إذا كان الحرق شديدا ووصل إلى الدرجة الثالثة والرابعة فهنا يذهب الألم لأن الحرق يدمر الأعصاب والأوعية الدموية، فلا يبقى إلا ألم طفيف ترسَّب من حروق الدرجة الثانية. وهذه كلها تأتي غالباً من حرائق كبيرة لا تكثر في الحياة اليومية، وكلما تفكّرنا في أحجام الحرائق زاد التساؤل، فيا ترى، كيف يشعر من يتعرض لانفجار صهريج بنزين؟ أو قذيفة صاروخية؟ هذه كلها تعرض لها أناس ونجا منها الكثير، حينها قد يصعد الفضول إلى أكبر تساؤل: ما هو شعور من تنفجر عنده أمُّ القنابل: القنبلة النووية؟ يصعب تقديرها بدقة إلا أن بعض العلماء قدّرها، ويتوقع أن تكون كما يلي: من هو قريب من انفجار نووي فسيتفتت قبل أن يشعر بشيء. السبب هو أن الجسم عندما يشعر بألم فإن إشارات الألم لها سرعة محدودة، وهي نصف متر في الثانية وترسلها الأعصاب للمخ، أما الانفجار النووي فهو أسرع من هذا بكثير، ولن يرى الشخص الانفجار، فرغم أن سرعة البصر عالية إلا أن انتقال الإشارات البصرية للمخ ومعالجته لها تأخذ وقتاً، وأثناء ذلك إذا بالانفجار يفصلك إلى ذرات قبل أن ترى أو تشعر بالانفجار، هذا طالما أنت في نطاق 162 مترا أو أقرب، أما إذا كنتَ أبعد من هذه المسافة قليلاً فإن الذي سيقتلك هو موجة الصدمة مثل أي قنبلة عادية. بطريقة أخرى يمكننا أن نقول: إنه بمجرد انفجار القنبلة النووية فإنه في جزء من الثانية ستنطلق موجة هائلة من الطاقة الكهرومغنا­طيسية تخترق كل ما حولها بسرعة الضوء وتنقل الطاقة إلى كل خلية في الجسم، خاصة خلايا العظام، مما يعطل كل الإشارات الكهربائية ويجعل الجسم يشتعل ويضيء كأنه مصباح كهربائي متوهج، كل هذا يحدث في أعشار من الثانية قبل أن يدرك الكائن ما حصل. هذا الجانب المظلم للعلم الحديث: تلك الأسلحة البشعة التي ستظل وصمة عار على العلم للأبد.

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia