هدوء نسبي ضمير متصل

المعركة في الفصل وليست في المحكمة

Erin Gruwell شابة أميركية مشغولة بقضايا المراهقين في المناطق الفقيرة في أميركا أرادت أن تكون محامية، لكنها تراجعت في اللحظة الأخيرة لأنها أدركت أن إنقاذ هؤلاء الصغار يبدأ أبكر كثيرا من قاعات المحاكم، وبالتحديد غرف الفصول، لذا قررت أن تصبح معلمة. في اليوم الأول لها في مدرسة ثانوية في حارة سيئة من الجزء الأسوأ في المدينة أدركت أن واجبها أكبر كثيراً من شرح الدروس في نظام تعليمي عنصري يوزع هباته حسب درجة اللون، أو كما تقول طالبة لاتينية »إن كل شيء في أميركا يدور حول اللون«، تصعق الشابة من أمر أقسى من تلك الجملة عندما تقول لها وكيلة المدرسة إن الروايات في المكتبة لن تخرج لأن هؤلاء الطلاب سيتلفونها، فتقرر أن تعرفهم قبل أن تصلحهم فتطلب أن يكتبوا يومياتهم بعد أن يتحدثوا عن أنفسهم وتمنحهم دفاتر اليوميات وتجعلهم بالخيار إذا كانوا يرغبون في أن تقرأها عليهم أن يضعوها لها لتكن المفاجأة فقد أعادوا اليوميات بقصص حياتهم وواقعهم المأسوي، إيرين ألّفت وطلابها هؤلاء كتابا خلدت تجربتهم في التغيير أسموه ،«The Freedom Writers Diary» وصنعت هوليود فيلما عنهم لتلقي ضوءا على ما يمكن أن يصنعه التوزيع غير العادل للفرص وروح المعلم الذي يتحدى البيئة السيئة وضعف الإمكانات، لينقذ أرواحا صغيرة تستحق مستقبلا أفضل حتى من أولئك المترفين في المناطق الغنية من المدينة. على كل حال أنت لا تستطيع دائما الاعتماد على المعلمين في عملية الإنقاذ هذه، بل يجب أن يتم إصلاح النظام التعليمي قبل أن تكبر فجوة عدم المساواة بين الطلاب من البيئات المختلفة، لأنهم في النهاية هم حاضر الوطن الذي ترسله في الصباح للمدرسة ليعود في المساء بالمستقبل، وأنت قطعا لا ترغب أن ينتهي المستقبل في السجن.

azza@alwatan.com.sa