Al-Watan (Saudi)

ضعها على الرياض

- عزة السبيعي

في الدرس الأول للسباحة يعلّمون الأطفال المعلومة الأهم، وهي: حتى لا تغرق استمر في الحركة، ثم يخبرونهم ما الحركة التي تجعلك تجيد السباحة، ثم في المرحلة الثالثة يعدونهم للسباق والانتصار. على كل حال، قناتنا السعودية الجديدة SBC، يبدو أنها -ومع أول يوم لها والذي صادف أن يكون في رمضانجعلها تواجه المرحلة الأخيرة في السباحة مع الحيتان، وأشرسهم MBC وقناة أبوظبي وروتانا خليجية، وغيرها من القنوات العربية على امتداد الوطن العربي. بعد 15 يوما، يبدو أن القناة قادرة على المجاراة، لكننا لم نكن نريد منها فقط المجاراة، بل التنافس الذي يلزمها أن تكون مختلفة. فما الذي يجعل قناة تبث من الرياض، من عمق المملكة العربية السعودية مختلفة عن تلكم القنوات؟ ما الذي يجعلها جاذبة للمشاهد السعودي أكثر من القنوات السابقة، قطعا ليس فقط الحديث الوطني الذي ذكره مديرها الأستاذ داود الشريان، وتضمن أنها وسيلة لإعادة شركات الإعلان، أو بلغة أخرى توطين الإعلان. هذه المعلومة مهمة ومؤثرة، وكثيرون سيستجيبون لها، لكن ما زلنا بحاجة إلى اختلاف يجعل المشاهد يختارها ويتجاهل قنوات تقدم المحتوى نفسه، لكن بمصطفى الآغا وعلي العلياني، وناصر القصبي. هذا الاختلاف لا بد أن ينبع من كونها قناة سعودية، ولنقل إن القناة تملك تراثا عظيما، وثروة وطنية من تجارب القناة الأولى، التي نَحِنُّ لما كان يميزها في رمضان، وهو تراث قديم تستطيع إعادة تدويره وعرضه بطريقة أفضل، فمن الممكن أن يحل المغامسي بديلا عن علي الطنطاوي مثلا. أيضا، تلك المسابقات المتعلقة بتأمل القرآن، هي أيضا ما يميز القناة السعودية، وأعتقد برنامج مسابقات كهذا يقدم بطريقة جادة سيجذب المشاهد، ليس السعودي فقط ولكن المشاهد في العالم كله. لا يوجد في القناة مسلسل سعودي جاد، فكل ما يعرض مسلسلات القوالب الكوميدية، وهي ليست سيئة لو خلت فقط من بعض التهريج، لكن نحن بحاجة إلى مسلسل سعودي يقدمنا على حقيقتنا، ويقدم تاريخنا وتراثنا، بعيدا عن الصراعات الأيديولوج­ية والخلافات الفكرية، وتجربتنا كمملكة فيها كثير يستحق أن يُعرض، ونكون به مختلفين.

azza@alwatan.com.sa

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia