Al-Watan (Saudi)

جمع الجمعة مع العيد أمر له سلف

- عبدالله فدعق

على الغالب، رؤيةً وحساباً -والأمر عند الله- سيكون أول أيام عيد الفطر السعيد، يوم الجمعة القادم، جعله الله عيد خير وبركة، وتقبل من الجميع صالح الأقوال والأعمال والنيات، ومسألة اجتماع الجمعة والعيد في يوم واحد، يتخللها أمر فقهي مهم، ذكره العلماء فيما مضى، وجرى فيه الخلاف بينهم.

السادة الأحناف ذهبوا إلى أن الأول سنة والثاني فريضة، ولا يترك واحد منهما، وعند بعضهم لا يلزم إلا صلاة أحدهما، وقيل الأولى صلاة الجمعة وقيل صلاة العيد، وذهب بعضهم إلى لزوم كل منها، وخلاصة الأمر عندهم أنه إذا اجتمع يوم العيد ويوم الجمعة، لا تجزئ إحدى الصلاتين عن الأخرى، بل يسن للشخص أو تجب عليه صلاة العيد والجمعة.

أما عند السادة الشافعية، فإنه إذا اجتمع يوم العيد ويوم الجمعة فلا كلام في أنه لا تسقط إحدى الصلاتين بالأخرى عن البلد الذي أقيمت فيه الصلاة، ولكن يرخص لأهل القرى الذين بلغهم النداء وشهدوا صلاة العيد ألا يشهدوا صلاة الجمعة، والخلاصة هي نفس الذي ذهب إليه من ذكرت قبلهم، غير أنهم رخصوا لأهل القرى الذين بلغهم النداء وشهدوا صلاة العيد ألا يشهدوا صلاة الجمعة، أخذا بما صح عن سيدنا عثمان بن عفان، رضي الله عنه، من أنه قال في خطبة له »أيها الناس إنه قد اجتمع عيدان في يومكم، فمن أراد من أهل العالية أن يصلي معنا الجمعة فليصل، ومن أراد أن ينصرف فلينصرف«، والعالية قرية من قرى المدينة آنذاك، بينما يرى الإمام مالك أن من صلى العيد، ومن لم يصله، تجب عليه صلاة الجمعة ولا تسقط.

السادة الحنابلة ذهبوا إلى أن من شهد العيد سقطت عنه الجمعة، إلا الإمام لا تسقط عنه، إلا ألا يجتمع معه من يصلى به الجمعة، وقيل في وجوبها على الإمام روايتان، وروي عن الإمام أحمد بن حنبل، رحمه الله، أنه إذا صليت الجمعة في وقت العيد أجزأت صلاة الجمعة عن صلاة العيد، بالبناء على رأيه القائل بجواز تقديم الجمعة قبل الزوال.

فِعْلُه صلوات ربي وسلامه عليه، فيه تخفيف على الأمة، ويعضد رأي السادة الحنابلة، فقد اجتمع في عهده، صلى الله عليه وسلم، عيدان، فصلى صلاة العيد وخطب الناس فقال: »أيها الناس إنكم قد أصبتم خيرا، فمن شاء منكم أن يشهد الجمعة فليشهد، فإنا مجمعون«، والمعنى أن صلاة الجمعة لا تجب على من شهد صلاة العيد، ولعلي هنا أؤكد على ضرورة التفكير في الأخذ برأي السادة الحنابلة في تقديم صلاة الجمعة مع العيد، ولعل ذلك الأوفق للناس في هذه الأيام.

فكما تقدم، إذا أديت صلاة الجمعة قبل الزوال أجزأت عن صلاة العيد، ولا تكون صلاة العيد في هذه الحالة واجبة ولا سنة، ومعلوم عند طلبة العلم قوة ما استند إليه الإمام أحمد في جواز تقديم صلاة الجمعة عن الزوال، وأيضا في المسألة التي نحن بصددها. عيدكم مبارك مقدما.

 ??  ??
 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia