الحديدة في كماشة التحالف والالتزام الإنساني يتصدر الأهداف
أعلنت القوات الشرعية اليمنية والمقاومة الشــعبية، أمس، انطــلاق الهجوم البري والجوي والبحري الواســع لتحرير مدينة الحديدة ومينائها غربي اليمن بدعم كامل من قوات التحالف العربي لدعم الشرعية، في خطوة تزيــد من انهيار الميليشــيات الحوثية المدعومة إيرانيــا، وأطلق عليها عملية »النصر الذهبي.«
وكانت القــوات المشــتركة اليمنية قد ســيطرت في وقت ســابق من أمس، على ضاحية النخيلــة جنوبي المدينة بعد وقت قصير من بــدء المعركــة، في ظل تهاوي معنويات المقاتلين الحوثيين، وفرار قيادات ميدانية إلى مناطق مجهولة.
وأكدت مصــادر عســكرية أن بوارج وطــيران التحالف صعّدت مــن غاراتها وقصفهــا العنيف على مختلــف مواقع وتجمعات وتعزيزات الانقلابيين في المدينة ومحيطها، مشيرة إلى أن البوارج البحرية دكت مواقع تمركز الميليشــيات في مديرية الدريهمي جنوبــي المحافظة، وفي منصة العروض ومناطق أخرى شرقي المدينة.
أبانت المصادر أن التحالف العربي فتح ممرات شــمالي المدينة لخروج العناصر الحوثية مع انطلاق المعركة، مشــيرة إلى أن عائــلات المشرفين الحوثيين في الحديدة خرجت مــن المدينة باتجــاه العاصمة صنعاء، وذلك بعد تقدم القوات المشــتركة باتجاه مطار الحديدة واقتراب تحريرها.
وطبقا لشــهود عيــان، أزال الأهالي في الحارات الشــعبية بالمدينة، شــعارات الحوثي من الجدران بالمنطقة، فيما ألقى شباب المدينة القبض على مشرف المديرية التابع للحوثيين مــع مجموعة من أفراد حراسته.
وكان الجيش اليمني قد دفع بتعزيزات عســكرية كبيرة، خلال الساعات الماضية، إلى مشــارف الحديدة، وتم رفع جاهزيته القتالية والانتشــار على خطوط المواجهة لبدء معركة الحسم لتحرير المدينة.
ولفتت المصادر العسكرية إلى أن التكتيك العســكري للمعركة راعى أعلى درجات الالتزام بتجنيب الأعيــان المدنية والبنية التحتية المعارك، بما يضمن تحرير المدينة دون خسائر بشرية في صفوف المدنيين.
من جانبه، أكد المحلل العسكري العقيد محمد الولــص في حديثه إلى »الوطن«، أن معركة النصر الذهبي انطلقت بعد انتهاء المهلة التي أعطاهــا التحالف للمنظمات المدنية لمغادرة المدينة، حيث تطوقها حاليا 4 ألوية عسكرية مدعمة بأشرس المقاتلين والآليات العسكرية الضخمة، مشيرا إلى أن بوارج التحالــف قصفت أهدافا للحوثيين من البحر، بالتزامن مع بدء الهجوم البري من قوات الشرعية والمقاومة الشعبية فجر أمس.
وكانت مصادر قــد ذكرت أن التحالف نفذ عمليات إنزال برمائي ومظلي تسببت في انهيار وفرار الميليشيا الحوثية من مواقع تحصنهم والتخفي في المســاجد، مخلفين أســلحة وذخائر بعــد أن قامت طائرات التحالف بكشف مواقع مفخخة وتمكنت من قصف وتدمــير عدة تحصينات في كل من النخيلة وقضبة ومحطة المصلي جنوب الحديدة على الســاحل، والتبة الســوداء المطلة على ميناء الحديدة والسيطرة عليها.
وذكرت مصادر محلية، وجود ازدحام شــديد للمركبات التي تحمل مســؤولين حوثيين مع عوائلهــم الذين غادروا شرق وشــمال الحديدة، فيما شــهدت منطقة الدريهمي هدوءا نســبيا بعد أن قصفت طائرات التحالف حواجز أسمنتية فخختها الميليشيات استعدادا لتفجيرها أثناء اقتراب الجيش الوطني منها، مشيرة إلى أن مناطق نهــم ورازح وكتاف، شــهدت هجمات عسكرية أخرى لطرد الميليشيات منها.
وفي حــرض ذكرت المصــادر أن قوات الجيش تمكنت بدعم التحالف من السيطرة على قرية المحصام وتطويق جميع جهات المديرية، فيما تمكنت قوة سلاح المهندسين من إتلاف أكثر من 4 آلاف عبوات ناســفة وألغام زرعتها الميليشــيا شمال محافظة صعدة بمســاعدة خبراء إيرانيين وقطع إيرانية الصنع.