بيعة وولاء في قصر الصفا

في مثل هذه الليالي السعيدة علينا جميعاً في أرض الحرمين اُختير لولاية العهد فارسٌ من أبناء سلمان، فيه النجابة، وحفيد المؤسس عبدالعزيز شجاعة وقوة وإرادة، في مثل هذه الليالي السعيدة تدخل السعودية عامها الثاني برجل عُهد إليه بملف التطوير والإنجاز، ابتكر الرؤية وحدد معالمها ونجح في تسويقها على المستوى المحلي والعالمي، حتى رأينا مثل اليابان تحاكي برامجها برامج الرؤية، ووقعت اتفاقيات في إطار برامجها مع دول عديدة في العالم كُلُّه، كبريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة الأميركية وأعُدت ملفات الشراكة الاقتصادية النابعة من حقيقة الرؤية 2030. في مثل ليالي العيد السعيد تدخل المملكة نموَّا جديداً برؤية ولي العهد الذي تُجدّد له الأمُة السعودية البيعة والولاء التي عُقُدت بَيعتُها في قصر الصفا في رمضان من العام الماضي، وإذا وقَفْنا نَنْظُر إلى جزءٍ من الإنجاز على صعيد واحد فقط، فإنك سُتدُرك حجم الإنجاز الاقتصادي الذي تطرقت له الرؤية، وبدأنا نلمس ثمارها في جوانب تنموية حياتية، فهذا حساب المواطن الذي وصلت مراحله الآن إلى المرحلة السادسة، وهذا مشروع الإسكان الذي تعهد فيه الملك سلمان حفظه الله بامتلاك كل مواطن سكناً مريحاً، وجدنا تنوعاً في مشاريعه سواءً القروض الميسرة أو المنح الإقراضية من البنوك بنسب ضئيلة أو مشاريع القطاع الخاص أو استمرار صندوق التنمية العقارية، وهذا ملف الجمارك والتجارة والتخطيط والإعلام والترفيه، كلُّها سارعت بتقديم مبادراتها على مختلف تنوع خدماتها كل في تخصصه. وعلى صعيد التنمية الفكرية الثقافية رأينا عبر منافذ الرؤية كيف أحدثت وزارة مستقلة للثقافة والفكر والترفيه، وصنعت برامج تُسعد المواطن حتى تحققت له جودة الحياة، وأنْ ينعم بها كل مواطن حتى في هجر وقرى المملكة، وعلى صعيد اتخاذ القرارات ذات الأهمية بعنصر الشباب والمرأة فقد نال كل منهما حصة الدعم بمشاريع الشباب إلى الأمام، وأصبحنا نتنقل في ربوع العالم لعرض منتجات الشباب وإبداعاتهم وعقولهم المنيرة عبر مسك الخيرية وبرامج الابتعاث، والتعليم والصحة، ورأينا تميزاً لأبنائنا في كثير من دول العالم حتى وصلنا إلى المشاركات العالمية في الأنشطة الرياضية والفنية والثقافية، كما هو على أرض روسيا اليوم، وفي عطاء المرأة رأينا أكبر قرار اتخذه الملك سلمان وسمو ولي عهده وفقهما الله، أن جعل المرأة شريكاً للرجل في قطاعات العمل والتنمية والإبداع والتفوق، وهذه الدكتورة تماضر الرمَّاح إحدى بنات الوطن في مظلة الأمم المتحدة ومرشحة المملكة في الدفاع عن حقوق الطفل، كونها المرشحة في هذا الميدان. ولعل القرار بالسماح لقيادة المرأة أعطى جسراً قوياً لمكانة المرأة بأن لها الأحقية في قيادة السيارة ما دام الأمر يسهم في رفع تنميتها وعطائها، وتخفيفاً على الأسرة من الإنفاق على السائقين، واليوم تدخل السعودية أيضاً بولاية العهد وبيعة لسمو الأمير محمد بن سلمان نجدد معها الحب والاحترام والطاعة في معية قائد مسيرتنا الملك سلمان حفظه الله، الذي وضع ثقته في ولي عهده الأمين، فرأينا ذلك البطل ينقل المملكة وخلال عام واحدٍ من ولاية العهد إلى مصاف الدول المتقدمة، وأصبحت المملكة وعبر قوة ولي عهدها التي سَطّرها في رحلاته الأخيرة التاريخية في أوروبا وأميركا في عهْدٍ لم يألفْهُ المجتمع السعودي والمجتمع المسلم، بصورته الناصعة الوسطية ذات الاعتدال والمحبة وإقرار السلم في ربوع العالم، ليؤكد للجميع أن المملكة في عهد سلمان وابنه وولي عهده حفظه الله ستكون منبعاً للوسطية والأمن والاستقرار الذي يترقبه العالم من رسالة المملكة الصادقة مع الجميع، ولوطني وشعبي التهنئة بولي عهدنا الأمير محمد بن سلمان في عام جديد من ولاية عهده وفقه الله.