تراجع السلام يعيد شبح الحروب العالمية إلى الواجهة

أكد تقرير صادر عن مجلة Newsweek الأميركيــة، أن الحلم بوجــود عالم خال من النزاعات لا يزال بعيــدا، وذلك بعد تصنيف معهد الاقتصاد والســلام IEP)( أكثر دول العالم سِلْما، عقب تقييم سلامتها وأمنها ضد الصراع المســتمر ودرجة عسكرتها. ولفتت المجلة إلى أن النتائج التي توصل إليها المعهد متشائمة، حيث انخفض السِلْم العالمي بنسبة 0.27% العام الماضي، مســجلا بذلك السنة الرابعة على التوالي من التدهور. ووجد معهد الاقتصاد والسلام IEP)( أن السِلْم العالمي قد تدهور بنسبة 2.38% منذ عام 2008.

ويشــير التقرير إلى اندلاع الصراعات التي لم يتم حلها خلال العقد الحالي، لا ســيما في منطقتي الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، التي لا تزال أقل المناطق ســلاما في العالم، مؤكدا أن تدهور السِــلْم ما يزال في 92 بلدا، بينما يتحسن في 71 بلدا.

تدهور المناطق المسالمة

أبان التقرير أن المناطق الأربع الأكثر سِلْما في العالم وهي أوروبا وأميركا الشمالية وآسيا والمحيط الهادئ وأميركا الجنوبية شــهدت جميعها تدهورا نسبيا، كما شهدت إسبانيا بوجه خاص، تراجعا كبيرا، حيث انخفضت في التصنيف العالمي للسلام بنسبة 10 مرات بسبب التوترات السياسية الداخلية وزيادة تأثير الإرهاب.

وبالنسبة لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، أكد التقرير أنها شــهدت تحسنا طفيفــا في النتيجة الإجماليــة، رغم أنها لا تزال تأتي في مؤخــرة جميع المناطق، لافتا إلى أن ســورية بقيت أقل الدول المسالمة في العالم على مدى الســنوات الخمس الماضية، مع بعض التحسُّــن، بفضل تناقص قدرة تنظيم داعش المتشــدد، بينما صعد العراق مكانة في التصنيف بعد معافاته من سنوات الصراع، مما أدى إلى رفع درجة الســلام في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، التي رغم ذلك بقيت أقل منطقة سلمية. وخلص التقرير إلى أن فترة نهايــة الحرب العالمية الثانية شــهدت تحولا عــن أوروبا كمركز للصراع العالمي، وظلت المنطقة الأكثر سِلْما في العالــم، ومع ذلك، تدهورت في ســلامها للسنة الثالثة على التوالي، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى عدم الاستقرار السياسي، لافتا إلى أن أكبر التحسينات شوهدت في منطقة أوروبا الشرقية، في حين تتصــارع أوروبا الغربية مع الحوادث الإرهابية والسياسات الحزبية المثيرة للانقسام.

(الوطن) سورية أقل البلدان المسالمة في العالم