Al-Watan (Saudi)

عام من ولاية العهد

-

شهدت المملكة العربية السعودية خلال تاريخها أحداثا جسيمة، وانعطافات تاريخية كبيرة، تكيفت معها المملكة واستجابات لتحديات ومتطلبات كل مرحلة، باتخاذ سلسلة من السياسات والإجراءات، الداخلية والخارجية. ففي مثل هذه الأيام من عام 1438، اتخذ سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- قراراه التاريخي بتعيين الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز وليا لعهد المملكة العربية السعودية، في ظل تحديات غير مسبوقة تواجهها المملكة داخليا وخارجيا. وخلال العام الأول من ولايته للعهد، أثبت سمو الأمير محمد بن سلمان سلامة الاختيار، وحسن القصد، فقام بجهود حثيثة، وإصلاحات كبرى، وأحدث تغييرات جوهرية في جوانب الحياة المختلفة، السياسية والاقتصادي­ة والاجتماعي­ة، في إطار رؤية شاملة تمتد لعام (2030) ببرامجها ومبادراتها الوطنية. ففي السياسة الخارجية شكل ولي العهد رأس الحربة في مواجهة المشروع الإيراني الطائفي التوسعي، بامتداداته الطائفية والثقافية والسياسية، كما أسس ورعى التحالفات الإستراتيج­ية والعسكرية الكبرى كالتحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب الذي يضم تحت مظلته (41) دولة عضوا في الحرب ضد الإرهاب، وأعاد توضيع وتركيز تحالف دعم الشرعية في اليمن الشقيق، بقواه العسكرية والاقتصادي­ة والإنسانية. ولا يخفى على المحللين والمتابعين جهوده الكبيرة في إعادة صياغة وتوجيه العلاقات الإستراتيج­ية مع القوى الكبرى عالميا وإقليميا.

أما في المجالات الاقتصادية فقد أطلق ولي العهد أوسع تحول اقتصادي في تاريخ المملكة العربية السعودية، ارتكز على رؤية تطويرية طموحة، بإيجاد البدائل والخيارات الاقتصادية والإنتاجية، وتنويع مصادر الدخل، وتقليل الاعتماد على النفط، ومحاربة الفساد، وإعادة هيكلة الاقتصاد وأنظمته وإجراءاته، وجذب الاستثمارا­ت والشراكات مع أفضل الدول والشركات والمنظمات الاقتصادية العالمية. ويلمس مواطنو المملكة تلك الجهود والسياسات التي تسعى لترسيخ وتحسين موقع المملكة العربية السعودية ضمن الاقتصادات العشرين الأكبر في العالم.

كما شملت جهود ولي العهد تطوير مجال الحياة الثقافية والاجتماعي­ة، حيث اهتم بإعادة صياغة العلاقات والأساليب الاجتماعية، بالعناية بجودة الحياة وتحسين أنماطها، وتمكين المرأة والشباب، وإطلاق البرامج والمبادرات والمشاريع الضخمة لتعزيز المناخ الاجتماعي والإنساني للمواطنين والمقيمين والزائرين للمملكة العربية السعودية، والسعي لتحقيق الوسطية الثقافية والفكرية، بتعزيز قيم الاعتدال والتسامح، ومحاربة الظواهر الاجتماعية السلبية كالتطرف والتشدد والانحلال القيمي، وإعادة الاعتبار للتقاليد والأعراف الأصيلة.

وفي عامه الأول في ولاية العهد، اهتم صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بجوانب الإصلاح والتطوير في المجال العسكري، فأعاد هيكلة وتنظيم القطاع العسكري، واهتم بالفعاليات والمؤتمرات والأنشطة العسكرية، التي ركزت على تطوير محتوى الصناعات العسكرية وتوطينها محليا، وتعظيم الفرص الاستثماري­ة أمام رجال الأعمال والشركات والمصانع الوطنية، وتطوير بيئة عمل ملائمة للصناعات العسكرية المتقدمة، بالشراكات الفعالة مع الجهات والمؤسسات الناجحة محليا ودوليا.

لقد عبرت وسائل الإعلام ومراكز التفكير والبحث الإستراتيج­ي عن تقديرها لولي العهد، واعترفت له بتأثيره الكبير محليا وإقليميا ودوليا، وذلك باختياره المتكرر ضمن قوائم القادة الأكثر تأثيرا في العالم، في مجالات السياسة والاقتصاد والإصلاح الثقافي والاجتماعي.

ودعاؤنا لله -عز وجل- أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين محمد بن سلمان، وأن يزيدهما توفيقا وسدادا وعزة تمكينا.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia