Al-Watan (Saudi)

مجمع الملك سلمان للحديث صيانة للسنة النبوية

-

أكثر ما سرني منذ بداية هذا العام الهجري وحتى هذه اللحظة هو الأمر الملكي السامي الصادر تحديدا في يوم الثلاثاء 27 محرم 1439، والذي أمر بإنشاء »مجمع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز للحديث النبوي الشريف« في المدينة المنورة، والذي مهمته الرئيسية: الجمع والتصنيف والتحقيق والدراسة، وتم من أجل ذلك تكوين مجلس علمي يضم صفوة من علماء الحديث الشريف حول العالم، وهذا الإنجاز الكبير ليس بمستغرب على قادة هذه البلاد المباركة، وما هو إلا امتداد تاريخي لنهج المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله- مرورا بأبنائه الملوك من بعده رحمهم الله جميعا، الذي وحد هذه الدولة واعتنى بالقرآن الكريم والسنة النبوية من خلال الدروس العلمية في مجلسه المفتوح للجميع، بحضور كبار العلماء، والذي يقرأ فيه القرآن مع كتب التفاسير ويشرح فيه أحاديث الرسول -صلى الله عليه وسلمإضافة لكتب العقيدة والفقه والفرائض.

وها هو الملك سلمان -جزاه الله خير الجزاء- يواصل هذه المسيرة المباركة، وجاء الأمر الملكي بتأسيس المجمع حفظا وعناية لثاني مصادر التشريع -بعد القرآن الكريموتعز­يزا وتعظيما لله وكتابه ولرسوله، صلى الله عليه وسلم، بنشر أحاديثه الصحيحة، خصوصا في هذا الوقت المهم الذي كثر فيه التحريف والافتراء على السنة وعلمائها، والطعن في الأحاديث من خلال أسانيدها ورواتها وتداول المكذوب منها والضعيف، والتي يستخدمها المغرضون والحاسدون وبعض الفرق الضالة لتشكيك الناس في دينهم، فكانت هذه الخطوة المباركة لحراستها وصيانتها وإعلاء شأنها ومكانتها وفقا للمنهج السلفي الصحيح، وبمثابة صفعة في وجه الأعداء وكل من يحاول المساس بها، لتتم طباعتها وتوزيعها صحيحة نقية لكل الأقطار والأقاليم في أنحاء العالم وبلغات عالمية، وخادم الحرمين الشريفين بهذا الأمر الملكي القاضي بإنشاء هذا المجمع العظيم يؤكد تمسك دولتنا المباركة وقيادتنا الحكيمة على مر الأزمان بدستورها الذي يعتز به ويفخر كل مسلم (كتاب الله وسنة رسوله)، قاطعا الطريق على كل حاقد وعدو لهذه البلاد المباركة وعلى كل من يسيء استخدامها والاستدلال بها لهوى في نفسه أو لحزبه ومصالحه الشخصية، أو لأي سبب كان من كلا الطرفين من المتطرفين (المنحلين والمتشددين).

أسأل الله -العظيم القدير- أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده الأمين، وأن يعز بهما الإسلام والمسلمين، وأن يحفظنا بالإسلام قائمين وقاعدين وراقدين، ولا يشمت بنا الأعداء ولا الحاسدين.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia