وغدت آمال السعوديات واقعا ملموسا

ماذا أقول وكيف أبدأ في التعبير عن مشاعر النصر والافتخار بعد أن تحقق الحلم السعودي، وغدت آمال السيدات واقعا ملموسا. شكرا سيدي ومليكي، شكرا ولي العهد السعودي، شكرا لكل أفراد المرور، والشكر موصولا لهرم الداخلية أن مهدت الطريق لهذا الحدث الصعب في الوقت الصعب.

الزمان: 1439 10/ 10/ المكان: المملكة العربية السعودية.

تبدأ السيدات في ممارسة حقهن في قيادة السيارة تحقيقا لمرسوم مليكنا، فتفسح المرور الطريق أمامهن ولكل من يحمل رخصة سارية المفعول مناسبة. تكتمل المنظومة من تدريب بعض السيدات المحققات في حوادث السير جنبا إلى جنب مع السادة من رجالات المرور. وبهذا يحق لنا القول: لأن يفوتك القطار خير لك من أن يدهسك.

وفي هذه المناسبة أود أن أخلد بصمة يشهد بها التاريخ فقبل نحو عشرين سنة دخلت في جدل مع أحد زملاء الدراسة حينها ووجهت سؤالا لأحد الدعاة بعدها عن انتفاء الفتنة في كل بقاع الأرض سوى بلاد الحرمين الشريفين، فما كان منه إلا أن غرد خارج الصندوق وصفعني بإجابته الباهتة بعيدا عن موضوع قيادة المرأة.

كتبت مقالا عن حادثة موت رجل طاعن في السن وزوجته بسبب دخوله إغماءة من انخفاض السكر في جسمه. قلت حينها لو أن تلك السيدة -يرحمها الله- كانت تعرف أبجديات القيادة لتمكنت من إيقاف السيارة أو توجيهها على الأقل بعيدا عن الجسر الذي أسقط السيارة في الوادي السحيق. جن جنون البعض من خفافيش الظلام وطفقوا يرمونني بأبشع الأوصاف من فسق وزندقة ونحوهما. لن أنسى تلك اللحظات ولو أنها غدت ماضيا حزينا بالنسبة لهم.

اليوم نحتفل جميعا بهذا الحدث، ونقف صفا واحدا في تسهيل كل العقبات ليتسنى لكل السيدات مشاركتهن الحياة مع الرجل في الشارع والمنزل والعمل.