عودة العقول الشابة

هجرة العقول العربية إلى الدول الغربية ظاهرة مؤرقة للمجتمعات العربية، حكومات ومؤسسات وشركات، هذه الظاهرة تكشف انعكاساتها السلبية على التنمية العربية، كونها تشكل نزيفا مستمرا لأغلى الموارد لأي دولة »الرأسمال البشري المتعلم«.

تخيل معي عزيزي القارئ كم تتكبد هذه الدول العربية في الإنفاق على تعليم أبنائها..؟!

في ابتعاثهم إلى الجامعات العالمية في تخصصات علمية مختلفة وهي بأمس الحاجة إليها، ثم لا تجني ثمرة استثماراتها، لأن نسبة مرتفعة من هذه العقول لا تعود، ونسبة أخرى تترك أوطانها لسبب أو لآخر، فتخسر الأوطان خسارة إنفاق على تعليم يجني ثمرته آخرون، وخسارة حرمان الأوطان من جهود أبنائها.

إلا أن هذه الخسارة لا تنطبق على شباب مملكتنا الحبيبة، فقد بدأ مؤخرا أصحاب العقول اللحاق بالركب والعودة للاندماج مع المتغيرات السريعة في الوطن الغالي، مدركين ما ستصل إليه المملكة من تقدم ونجاح في مختلف المجالات، خاصة مع تفعيل برنامج رؤية 2030 بمختلف مجالاته.

باعتقادي أن المملكة العربية السعودية مدركة بمدى أهمية استقطاب الكفاءات والعقول، رغم ما نجده من تنافس دولي من أجل اجتذاب هذه المواهب، وأن على المملكة توفير المناخ الملائم بتأمين البيئة العلمية الحاضنة والمحفزة للإبداع واستثمار الطاقات داخل أراضيها.

وحسب إحصائية نشرتها إحدى الصحف أن أكثر الدول المصدرة للعقول: إسبانيا، بريطانيا، الولايات المتحدة، إيطاليا، أيرلندا، في نوفمبر 2013، ولا تشير الإحصائية إلى أن الصورة الكاملة تغيرت، أو أن الدول المتقدمة تراجعت عن استقطاب المزيد من العقول، لكن الصورة ليست قاتمة دائما، وأن التاريخ لا يسير في اتجاه واحد.