Al-Watan (Saudi)

الحديدة أكثر المناطق بؤسا وفقرا

-

تعد الحديدة أكثر المناطق بؤسا وفقرا في اليمن، وظلت الحديدة لسنوات تعيش القهر والبؤس والفقر والاستبداد، وأكثر أراضي الحديدة قد بسط عليها المتنفذون ولم يستطع أبناؤها المطالبة بممتلكاتهم، ويضطر كثير من هؤلاء للعمل في ممتلكاتهم المبسوط عليها »بالقوة«، والحصول على مبلغ رمزي من المتنفذ، بينما يعيش الكثير من أبناء الحديدة وتهامة في عشش مبنية من »القش« من شدة الفقر، وأغلب مساحات ومشاريع الحديدة هي لمتنفذين.

والفقر في الحديدة كبير لدرجة أن أغلب السكان لا يستطيعون تخزين المواد الغذائية، وسرطان الفقر المنتشر في هذه المدينة قد يصل إلى أن المواد الغذائية مثل »الزيت والسكر والصلصة« تباع في أكياس صغيرة من الممكن شراؤها، لأن ثمن العلبة التي تخزن بداخلها المواد الغذائية لا توجد عند الأغلب استطاعة دفع ثمن هذه العلبة.

وسكان هذه المدينة هم الأكثر استضعافا وضعفا في اليمن، والبعض يعتبر كثيرا من سكان الحديدة من الطبقات الدونية، لذا يتم احتقارهم بكل عنوة وقسوة، ويعد ميناء الحديدة الشريان الأكبر وربما الوحيد حاليا في دخول البضائع والمشتقات النفطية والمأكولات والدعم الإنساني.

ويعتبر حاليا ميناء الحديدة من أهم الإيرادات، بل أهمها التي تمد ميليشيات الحوثي بالمال من الضرائب والجمارك، وليس لميليشيات الحوثي حاضنة شعبية هناك، ولكن هذه الجماعة تستخدم التهديد والرشاوى، واستطاع أن يستخدم بعض أبناء هذه المدينة في زجهم لهذه المعارك والمنهج الذي يتخذه في »مقايضة« الفقر المنتشرة والحالات الإنسانية، ويرى الحوثي هذه المعركة هي معركة وجود وليست معركة اعتيادية، وتعتبر استثنائية لأن تأثيرها عليه بعدها ليس كما قبلها، وتعد الحديدة وميناؤها من أهم طرق تهريب السلاح والمخدرات أيضا.

ويرى الحوثي أن الطريق الوحيد حاليا في المحافظة على الحديدة هو »اتخاذ المدنيين دروعا بشرية«، واستغلال ذلك وأيضا الانتشار في الأحياء السكنية، واعتلاء القناصين لكثير من المباني وتحويل الحرب لمعركة شوارع يسقط فيها كثير من المدنيين، ويستغل تلك الحالة الإنسانية لضغوط دولية لإيقاف المعركة.

ويعلم الحوثي النقص الحاد للغذاء والدواء والماء، وأن أغلب سكان الحديدة لا يدخرون الغذاء ويعتمدون في حياتهم على الشراء اليومي لما يحتاجونه، ولذلك فإن طول الحرب سيؤدي لحالة إنسانية غير مسبوقة، وربما ضغوط دولية بإيقاف الحرب، ولذا فإنه يرى إطالة مدة المعركة واستغلال الوضع الإنساني طريقا مهما للنجاة، وتعتمد هذه الميليشيات في حربها على الصواريخ والهاونات والطائرات المسيرة، ولذا فإنه سيستخدمها عشوائيا بداخل المدينة، مما يؤدي لتكلفة مدنية باهظة.

وزرع الحوثي الآلاف وربما عشرات الآلاف من الألغام في مدينة الحديدة والخط الساحلي، وكذلك في مطار الحديدة وميناء الحديدة، وبهذا الأسلوب يجعل التحالف والشرعية بين خيار بقائه مع سلامة المدينة بمطارها ومنشآتها، أو خروجه مع تدمير كلي للمدينة.

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia