Al-Watan (Saudi)

لا تساعد من يقاتلون إخوانك

- صفوق الشمري

متلازمة ستوكهولم عبارة عن » هي ظاهرة نفسية عندما يتعاطف الضحية مع المجرم، ومع من أساء إليه، ويتعاون معه ويدافع عنه ويظهر بعض علامات الولاء مثل أن يتعاطف المخطوف مع الخاطف ».

لست في صدد طرح درس عن الطب النفسي لكن يبدو ان لدينا حالة ظاهرة وواضحة، وتحتاج لعلاج سريع وفعال ، في اليوم الذي وصل الرئيس الإيراني إلى أوروبا لابتزازها وطلب ميزات إضافية ومالية، كانت المخابرات الإيرانية قبلها تخطط لتفجير اجتماع المعارضة الإيرانية في فرنسا، وألقت السلطات الألمانية القبض على دبلوماسي إيراني كان المخطط للعملية بالتعاون مع السلطات البلجيكية، التي أيضا أوقفت مخططين من أصول إيرانية، في اليوم الذي كان روحاني سيصل لفيينا كان الدبلوماسي الإيراني في سفارة ايران في فيينا قبلها بأيام يخطط لعمل إرهابي، هل تعتقد أن ذلك أثر على باحة الإيرانيين بطلب المزيد من التسهيلات والدعم المادي أبدا !! بل كالعادة نفوا رغم أن العملية موثقة من عدة دول وطالبوا الأوروبيين بالمزيد، لكن الاستغراب الأكبر أتى من أوروبا التي لم تحرك ساكنا، وكان الموضوع عاديا رحبوا بالإيرانيي­ن ووعدوا بعمل المزيد لإرضاء إيران، وكأنه ليس هناك عمل إرهابي أحبط مدعوم من قبل دولة ومخطط له من دبلوماسيين حكوميين !

بعض أوروبا وممثليها تعاني من متلازمة ستوكهولم، تعشق الإرهاب والتعذيب الإيراني ، الإرهاب الحكومي الإيراني أصبح تحصيل حاصل، وبكل بجاحة إيران تطلب من الأوروبيين أن يفعلوا المزيد من أجلها، طبعا مصالح دول الخليج مع الأوروبيين آخر الاعتبارات لديهم، الخليجيون كالعادة سيزعلون قليلا لكن سيرضون، فهم لا يبتزون ولا يخططون لأعمال تتنافى مع القوانين، والأهم من ذلك أن الخليجيين لن يعاقبوا أوروبا اقتصاديا ولن يحرموا الشركات الأوربية ويبتزوها كما تفعل إيران، أو هذا ما تصوره بعض العقول المريضة بحب إيران في بعض أوروبا .

هذه الأموال الأوروبية التي تذهب لإيران أين يكون مصيرها ؟ الواضح حاليا أنها بالطبع لن تذهب للشعب الإيراني المسكين، الذي يعاني الأمرين من نظام الملالي، والذي يخرج بمظاهرات يوميا في المدن الإيرانية احتجاجا على سوء المعيشة والفقر والقهر، إن هذه الأموال كالعادة ستذهب لدعم أغراض الملالي التوسعية، يعني أن هذه الأموال الأوروبية ستذهب لدعم المليشيات في سوريا ولدعم الحوثيين في اليمن لكي يقاتلوا إخواننا اليمنيين والخليجيين وإخوانك في الجيش السعودي !

تصور أنك تتبادل التجارة وتشتري من أوروبا سلعة وتدفع أموالك لهم، والأوروبيو­ن الذين بطريقة أو بأخرى سيقومون بدفع أموال لإيران، التي ستقدمها للحوثيين الذين يقاتلون إخوانك في الجيش السعودي والإماراتي والبحريني والعربي.

تصور دولة خليجية ولو لمجرد التصور في يوم خرقت أحد القوانين الأوروبية، وحتى أقل من تخطيط للإرهاب، كان الأوروبيون أزبدوا وأرعدوا وقطعوا لو بيدهم الماء والكهرباء والدواء ! أما إيران فعلى التخطيط للتفجير في باريس.

كنا نراجع الميزان التجاري بين بعض دول الخليج وبعض دول أوروبا فوجدنا العجب، بعض الدول الأوروبية حبيبة إيران تستورد منها بالمليارات وترفض أن تشتري سلع الخليجيين، فالميزان التجاري مكسور جدا لصالحهم، بل الأعجب أنه لو قست مصالح الأوروبيين التجارية مع بعض الخليج لوجدتها أضعاف مصالحها مع إيران، ومع ذلك دفاع عن إيران وابتزاز للخليج ، انظر إلى بعض أصوات أوروبا عندما اقترب تحرير ميناء الحديدة والدفاع المستميت عن الحوثيين بحجة إنسانية واهية، وانظر لنشاطات ممثلة أوروبا في اليمن ونشاطاتها التي انتقدتها الحكومة الشرعية في اليمن.

أستغرب جدا التعامل الشعبي مع منتجات بعض الدول الأوروبية ! لماذا أشتري سلعة من دولة أوروبية معروف عداؤها للمملكة العربية السعودية، سيارة أو مواد أو غيرها، هناك البديل الممتاز طبعا، بل أستغرب أن بعض القطاعات الحكومية تستخدم سلعا من بعض الدول الأوروبية التي تعادينا وتدعم إيران وميليشياته­ا وتوزع المال عليهم، على المواطن أن يذكر قبل شرائه للسلعة أن هذا المال أو جزء منه سيذهب لأوروبا وبعض الحكومات الأوروبية ستأخذ ضرائب على الشركات، وربما ذهب لدعم إيران كما أعلنت أوروبا، والأموال الإيرانية معروف مصيرها وربما سيذهب للحوثيين، لا تصيف في بلد داعم لشر ملالي طهران، فأرض الله واسعة والأماكن الجميلة بالألف حول العالم، علمهم درس.

يجب أن نعالج بعض الأوروبيين من متلازمة ستوكهولم بمقاطعة سلع بعض الأوروبيين الداعمين لإيران ، فيستفيقوا على الصدمة ويعرفوا أن الخليج ليس الجدار المنخفض في المنطقة، هذا أقل واجب كمواطن للجندي السعودي البطل الذي يحمي حدودك أن لا تشتري سلعة من دولة تدعم عدوك.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia