Al-Watan (Saudi)

التحرش والنتيجة

-

بتاريخ الأحد 24- شوال 1439 - 08 يوليو 2018 كشفت الدكتورة سمر خان عن واقعة »تحرش مؤسفة« تعرضت لها من قبل شاب عشريني، أثناء قيادتها السيارة مع أسرتها مساء السبت في جدة. وعرضت في سلسلة تغريدات عبر حسابها بتويتر، كل ما حدث لها حتى العفو والصفح على الجاني الذي نسي، أو ربما لا يعرف شيئا عن مضمون نظام التحرش الذي يشمل »كل قول أو فعل أو إشارة ذات مدلول جنسي يصدر من شخص تجاه أي شخص آخر يمس جسده أو عرضه أو يخدش حياءه بأي وسيلة كانت، بما في ذلك وسائل التقنية الحديثة، وربما أنه نسي أو جهل أو تجاهل عقوبات المتحرش المتمثلة بالسجن مدة لا تزيد على سنتين وبغرامة مالية لا تزيد على 100 ألف ريال، أو بإحدى هاتين العقوبتين « إلخ.

حقيقة وبعد التفكير العميق أسأل هذا الشاب ما الذي أراده من تصرفاته الخاطئة مع الدكتورة سمر وهل يتوقع أنها تعرف مغزاه من هذا التحرش؟ وهل يصل به الأمر إلى هذا ومعها ذووها، أم أنه دليل على عدم رضاه عن صدور الأمر الكريم القاضي بتمكين المرأة من قيادة مركبتها فيدخل ضمن المعارضين المتشددين (وهؤلاء ليس لهم مكان بيننا)، أم أنه مجرد أذى لتلك المرأة، هذا أمر أما الأمر الثاني فهل هذا الشاب يرضى أو يقبل أن يفعل إنسان آخر مثل فعله لأخته أو لأمه أو حتى لخالته أو عمته، بديهيا لن يقبل، وربما يخرط القتاد (نوع من الشجر ذو أشواك)، ويسيل الدماء من أجل الدفاع عن أي من تلك القريبات لدفع الأذى عنها، الأمر الثالث ألم يتعلم هذا الشاب شيئا من الأدب واحترام الآخرين، ألم يقرأ القرآن (إن الذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا)، ومن الأحاديث ألا أنبئكم من المسلم؟ من سلم الناس من يده ولسانه، ويقول يحيى بن معاذ الرازي، رحمه الله: (لِيَكُن حظ المؤمن منك ثلاثة: إن لم تنفعه فلا تضرَّه، وإن لم تُفرِحه فلا تغمَّه، وإن لم تَمدحه فلا تذمَّه)، (جامع العلوم والحكم: صـ 294 .(

أخيرا أقول لكل شاب تنازعه نفسه لأن يتجرأ على أن يتحرش بأي امرأة، سواء أكانت تقود مركبتها أو راكبة مع من يقودها، أو حتى تسير على قدميها كمتسوقة، كف أذاك عن الآخرين، والتزم بالآداب الشرعية المرعية، واحترم نفسك كرجل ليحترمك الآخرون، وتأكد أن الأذى غير مقبول بأي صورة كان وفي أي وقت كان وفي أي مكان كان. وأخيرا تشكر الأخت سمر على سماحها وعفوها عمن أساء إليها (ومن عفى وأصلح فأجره على الله)، فاللهم أصلح شبابنا من بنين وبنات، وامنحهم الثقة بأنفسهم، واجعلهم هداة مهتدين.

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia