حرب تصريحات تتصاعد بين قوى لبنان السياسية
فيما جمدت الأرجنتين أموال إحدى الشبكات الإرهابية المرتبطة بميليشــيا حزب الله اللبناني، لارتباطهــا بعمليات التزويــر وتمويل الإرهاب وتجــارة المخدرات، ظهرت توتــرات جديدة في الداخل اللبناني بين حركة »أمل« والنائب جميل الســيد، على خلفية تصريحــات الأخير، والتي تحدث فيها عن »شــيعتين«: الأولى شيعة الدولة وتجســدها حركــة »أمل«، وشــيعة ما يعرف بالمقاومة التي تقودها ميليشيا »حزب الله«، قبل أن ينتقد الحركة التــي يتزعمها رئيس مجلس النواب اللبناني، نبيه بري، متمنيا عليه إقصاء من يزرع فتنة في داره، ومن يقبض رشاوى لتطويع ضباط في الأجهزة العسكرية.
وردّت »أمل« على اتهامات السيد، في بيان، قبل أن يقوم مناصرون لها بإشعال الإطارات وقطع الطريق قرب كنيســة »مار مخايل« في الضاحية الجنوبية. يأتي ذلــك، في وقت يعمل فيه حزب الله، بعيدا عن الأضــواء الإعلامية، على معالجة هذا الخــلاف، ويركز في تسريباته على أن خلاف »السيد«، هو بينه وبين بعض المقربين من بري، وليس بري بحد ذاته.
وعلى خلفية ما أورده السيد من ادعاءات، وجّه وزير العدل في حكومة تصريف الأعمال ســليم جريصاتي، كتابــا إلى النائب العام لدى محكمة التمييز القاضي سمير حمود، طلب فيه اعتبار ما جاء في مؤتمر الســيد بمثابة إخبار، وثانيا إجراء التعقبات لمعرفة الفاعلين والشركاء والمحرضين والمتدخلــين في جرائم الرشــوة، وصرف النفوذ واستثمار الوظيفة، وإساءة استعمال السلطة.
مآرب أخرى
لا تستبعد مصادر مراقبة من أن يكون هذا الموضوع له بُعدٌ آخر، فالسيد الذي يعدّ نفسه نائبا شيعيا مســتقلا، رغم أنه كان على لائحة الحزب في بعلبك ــ الهرمل، وقد فعل حزب الله ما بوسعه لإيصاله إلى البرلمان خلال الانتخابات الأخيرة، بطلب شــخصي من رئيــس النظام السوري بشار الأسد، كما تردد في حينه، وطرح اسمه منافسا للرئيس بري على رئاسة مجلس النواب مرشحا من »حزب الله«..
وترى تقارير أن قيــادات في »أمل« حاولت ثني »حزب الله« عن ترشــيح الســيد، وقد تخوف الحزب في الانتخابات من عدم تصويت الحركة لمصلحة السيد، فعمد إلى صب الصوت التفضيلي لمصلحته، وهو ما أوصله إلى مجلس النواب.
مفاوضات الحكومة
في غضون ذلك، تتحدث مصادر عن إمكان طرح اسم »جميل الســيد« وزيرا في الحكومة العتيــدة، وبالتالي يكون وصوله إلى رئاســة مجلس النواب لاحقا مسألة وقت لا أكثر.