دور المجتمع تجاه ذوي الاحتياجات الخاصة

ذوو الاحتياجات الخاصة أشخاص أصحاب مشاعر وأحاسيس، وهم بشر يحملون كل صفات الإنسانية التي يحملها غيرهم، بل قد يتفوقون على أقرانهم الطبيعيين في كثير من الصفات والخصال النبيلة، كما أن الكثير منهم عصاميون أصحاب همم عالية وطموحات كبيرة. فوجودهم في المجتمعات كالشمعات المضيئة التي يهتدي بها الإنسان في ظلامه الحالك. فالأمراض أو الإعاقات التي قد تحد من نشاط الإنسان المصاب، قد تخلق منه إنسانا مكافحا صاحب أخلاق وتقوى ودين، وقد يصبح نبراسا يهتدى به في قوة الإيمان والتحمل والصبر. فاندماجهم في المجتمعات ضرورة ملحة يجب علينا إدراكها وتكريسها والسعي إلى توعية المجتمع بأهميتها وتقبلها. وعلى المجتمع المساهمة في تذليل الصعوبات والمشاركة والتطوع فيما يعود بالنفع، وإدخال السرور إلى هذه النفوس الطاهرة.

حيث ذكرت إحدى الإحصائيات التي قرأتها أن عدد ذوي الاحتياجات الخاصة في المملكة العربية السعودية يزيد على 100000 حالة من مختلف الأعمار وفي مختلف الإعاقات، وتتصدر المنطقة الجنوبية العدد الأكبر من تلك الحالات. ولم تدخر الدولة مشكورة جهدا في دعم هذه الشريحة الغالية من المجتمع، ونثمن لوزارة العمل والشؤون الاجتماعية دورها الفعال في هذا المجال، ولكن يبقى الدور الأكبر على بعض المؤسسات الحكومية والمؤسسات الأهلية والبنوك والأسر في دفع عجلة التقدم والمشاركة بفاعلية في هذا المجال. فمن الأمور المهمة في هذا الشأن هو الالتفات من قبل المسؤولين في جميع الوزارات وأصحاب البنوك والمؤسسات الخاصة إلى المشاركة وتفعيل الأدوار المنوطة بهم بخصوص ذوي الاحتياجات الخاصة، ومن أبرز احتياجات هذه الفئة هو الآتي:

1.إنشاء مراكز تعليمية وصحية على درجة عالية في جميع المحفظات. 2. إلزام الصيدليات بتوفير العلاجات الضرورية لهذه الفئة العزيزة. 3. إنشاء مبنى موحد في كل مدينة، مجهز ويتناسب مع أوضاعهم الصحية، بحيث يتواجد فيه موظفون من كل الدوائر الحكومية لخدمتهم تحت سقف واحد.

كما أن على المؤسسات الخاصة والتجار والبنوك القيام بمشاريع في كل المحافظات، تخدم هذه الفئة الغالية وتقدم لهم التسهيلات وتمنحهم فرصة المشاركة والاندماج في المجتمع، وتقدم لهم الرحلات الترفيهية. كما أن على الأبوين والأهالي والمجتمع يتركز الدور الأهم في مراعاة مشاعرهم وتخفيف معاناتهم بإشراكهم في جميع المهام والمناسبات الاجتماعية الخاصة والعامة. ويجدر بأهالي هذه الفئة من المجتمع تشجيعهم على الخروج من العزلة والاندماج في المجتمع، وكذلك اصطحابهم في رحلات ترفيهية بشكل متكرر على مدار العام.