أطفالنا وألعاب الموت

ظهرت في الأوساط العامة -مؤخرا- خصوصا لدى النشء وفئة الصغار والمراهقين تحديدا، ومن يعشقون الألعاب الإلكترونية، وهي الفئة المستهدفة بالطبع، لكونها ممن لا يبرحون عن ممارستها، إذ ظهرت بعض الألعاب الإلكترونية الخطرة، والتي تهدد سلامة هؤلاء الصغار، بل وكثير من الحالات التي تطورت إلى حالات انتحار وغيرها، لكونها تعتمد على الإثارة والتشويق، وتحث الممارس على المتابعة، ومن المعروف أن الشركات التي تنتج هذه الألعاب، والتي يكون هدفها الأساسي هو الربح، والتي بلغت صناعة هذه المنتجات الإلكترونية أكثر من 240 مليار دولار، وتنافس بقوة صناعة السينما، لكونها أداة تشويقية يخوض الصغار والمراهقون غمار منافساتها التي تتطور في مراحل اللعب، ثم تدخل منعطفات يتم الطلب من اللاعبين التواصل مع أحد المشرفين، وهو بدوره يطلب منهم تنفيذ مهام محددة حتى يواصل اللعب، وينتقل إلى مرحلة متقدمة من اللعبة وبمزايا أكبر وتطورت مع الأسف.

رأينا بعض حالات الانتحار لأطفال مثل طفلي أبها والمدينة، وكذلك مثلما حدث مع أحد المراهقين في الجزائر، عندما طلب منه قتل أحد أقاربه فقتل والدته، وغيرها من القصص المرعبة بسبب ألعاب الموت هذه، والتي تسللت إلى فلذات أكبادنا في غفلة من مراعاة الآباء الذين يظن غالبهم أن الألعاب هي مجرد أداة للتسلية غير مدركين البعد الإنساني والاجتماعي لها، وما قد تسببه لهؤلاء النشء والمراهقين، إذ يكون تركيز الوالدين في الغالب على أمور محددة ومراقبتها، مثل ما يمس المعتقدات والجنس وعدم المساس بالدين والمواقع الإباحية والمخدرات والعنف.

ولكن مع كثرة الجلوس على الإنترنت، والذي وصل حد الإدمان لدى كثيرين، ليس فقط من المراهقين بل حتى الكبار، وتصفح مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، تطورت الأمور بل وصلت لدى البعض إلى الكآبة والانطوائية، وهنا المشكلة تقع على عاتق الوالدين بدرجة أساسية، لكونهم لم يضعوا حدا لأبنائهم وتركوهم في متاهات الإنترنت، وسهولة دخول البريد الإلكتروني، ومتابعة التفاصيل الدقيقة لكل رسائله، ولم يفرضوا على أبنائهم أوقاتا محددة فقط لدخول الإنترنت، وبالتالي إدمان الأبناء هذه الألعاب الإلكترونية والتي ليست كلها مجانية، بل بعضها يتطلب شراء كروت الدخول إليها، وكل مرحلة بمزيد من المزايا.

أتمنى أن نقف، ونضع حدا لهذا الهوس بالألعاب الإلكترونية، ونجد بدائل لأبنائنا حتى لا نخسر كثيرين منهم في المستقبل.