واشنطن تواصل التصعيد ضد أنقرة وأوغلو يندد بالعقوبات
أكــد وزيــر الخارجية الأميركي، مايــك بومبيو، أمــس، أن العقوبــات الأميركيــة عــلى الوزيرين التركيين ستســتمر طالما بقي القس أندرو برانسون رهن الاحتجاز، مشيرا إلى أن الوقت قد حان لإطلاق سراح القس.
وجــاءت تصريحــات بومبيــو قبل لقــاء أجراه مع نظيره التركــي مولود تشاوش أوغلو، على هامش قمة أمنية في ســنغافورة أمس، وقال »لقــد حذرنا الأتراك مــن أن الوقت حان للإفراج عن القس برانسون، وآمــل أن يدركــوا بــأن العقوبــات التي أعُلنت هذا الأسبوع دليل على تصميمنا الكبير«.
وأضاف بومبيو: »يجب أن يعود برانسون إلى بلاده كما هــو الحال بالنســبة لجميع الأميركيــين الذين تحتجزهم الحكومة التركية. هؤلاء الأشخاص موقوفون منذ مدة طويلة وهم أبرياء«.
وتطالــب واشــنطن السلطات التركية بالإفراج الفوري عن القس برانسون، الــذي وضع قيــد الإقامة الجبرية الأســبوع الماضي في تركيا، بعد اعتقاله عاما ونصــف العــام لاتهامه بـ«الإرهاب« و«التجسس«، فيما فرضت وزارة الخزانة الأميركيــة عقوبــات على وزيري العــدل والداخلية في الحكومــة التركيــة، عبدالحميد غول، وسليمان صويلــو بســبب احتجاز القس.
وينفي برانســون المقيم منذ نحــو عقدين في تركيا حيث يشرف على كنيســة صغــيرة، كل الاتهامــات الموجهة إليه، ويواجه حكما بالسجن مدة تصل إلى 35 عاما، في إطار المحاكمة التي بدأت في أبريل الماضي.
دعوة للتراجع
ردا عــلى بومبيــو صرّح أوغلو أمام الصحفيين الذين تواجدوا بالقمة: »نقول منذ البدايــة إن لهجــة التهديد والعقوبات لن تحقق نتيجة ،« لافتا إلى أن تركيا
»ترغب دائما بحل المشاكل عبر الســبل الدبلوماســية والحوار والتفاهم المشــترك والاتفاقات .«
من جانبها، وصفت وزارة الخارجية التركية العقوبات »بالتدخــل غــير المحترم في نظامنــا القانوني«، وهو ما من شأنه أن يضر »بالجهود البناءة لحل المشــكلات بين البلدين .«
وقالــت وزارة الخارجية التركية في بيان »ندعو الإدارة الأميركيــة إلى التراجــع عن هذا القرار الخاطئ« واصفة قرار واشنطن بأنه »موقف عدائي .«
وكان الرئيــس التركــي رجــب طيــب أردوغان قد صعد من حــدة تصريحاته ضــد واشــنطن، قائلأ إن تركيا لن تقدم تنازلات فيما يتعلق باســتقلال القضاء وأن ملاحظــات »العقليــة الصهيونيــة الإنجيلية« في الولايات المتحدة غير مقبولة.
احتجاز ظالم
إلى ذلــك، قــال وزيــر الخزانة ستيفن منوتشين في بيان لاحــق يتضمن الإعلان الرسمي عن العقوبات المالية إن »الاحتجاز الظالم للقس برانسون واستمرار محاكمته على يد المسؤولين الأتراك غير مقبول بالمرة .«
وتتضمن العقوبات تجميد الأصول الماليــة والممتلكات للوزيرين وإدراجهما تحت الأمر التنفيذي الذي أصدره الرئيس ترمب بشأن منتهكي حقوق الإنسان.
وتأخذ أنقرة على واشنطن دعمهــا لوحــدات حماية الشــعب الكردية في قتالها ضد تنظيم داعش في سورية، ورفضها تسليم رجل الدين، فتح الله غولن، الذي يتهمه أردوغــان بتدبــير محاولة الانقــلاب في يوليو 2016، فيما هو ينفي أي ضلوع له.