Al-Watan (Saudi)

ما هكذا يا سعد

-

كانت العلاقة بين المكتب المنشأ حديثا كجهاز تنفيذي للهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض وأمانة مدينة الرياض علاقة مشوبة بالحذر، وكان القرار يقضي باندماج إدارة التخطيط بالأمانة فيه. ولأمر ما -وفي تفسير ربما يكون منطقيا للقرار- رؤي وقتها أن الجهاز المعنيّ الأنسب للاندماج هو مكتب تخطيط مدينة الرياض، والذي كان مسؤولا عن متابعة دراسة المخطط الشامل الثاني للمدينة »مخطط سِت إنترناشيون­ال«، والذي ابتدأ كتحديث للمخطط الأول »مخطط دوكسيادس .«

دلِفتُ إلى مكتب المسؤول في الدور الثاني في مبنى هيئة تطوير مدينة الرياض، عند تقاطع شارع الستين مع شارع الجامعة، رحب بي برسمية تقليدية وافتعلنا مقدمات عامة حتى وصلنا إلى بحث الموضوع الأساس المتعلق بنقل الجهاز والمسؤولية.

كانت قناعة المسؤول تتمثل في إبقاء المشروع تحت مظلة الأمانة، خاصة أنه شارف على الانتهاء، ليتولى الجهاز الجديد مسؤولية التخطيط بناء عليه، إن أراد، موضحا أن الجهاز المعني بالتخطيط ليس مكتبه وإنما آخر مقره الأمانة.

ووعد وفعل بتقديم ما نحتاجه من برنامج التصوير الجوي لمدينة الرياض، الذي كان مسؤولا عن أول مشروع له. عند نهاية الاجتماع بدا أننا خرجنا بنتيجة شخصية، هي ابتداء علاقة شاء الله لها أن تمتد كأمثل ما يكون لسنين طويلة.

أقُفل موضوع دراسة »مخطط ست« وانتقل المسؤول ليتولى إدارة حي السفارات، وتجاور مكتبنا وهو ما عنى تواصلا عمليا وإنسانيا أشد. كانت العلاقة بين إدارتينا وثيقة، ولم يعكر صفوها شيء رغم كثير الاختلاف. وحين ابتدأ تطوير برنامج ثقافي، كان هناك مجال أكبر للتعاون السديد. غاب فترة ضمن لجنة لمعرض »الرياض بين الأمس واليوم« وهي فكرة رائدة بدأها الأمير »الملك« سلمان بن عبدالعزيز، وليتها تطورت لتبقى.

كانت البداية في مدينة كولون بألمانيا عام 1985. وبعد أيام من الافتتاح عاد جاري ودخل مبتسما، وألقى على مكتبي ظرفا ممتلئا، وجدت فيه مفاجأة ولا أسر.

أخبرني أنه خلال وجوده في المعرض، أوقفته سيدة ألمانية عجوز ، وأخبرته أنها كانت في الرياض يوما ما. لاحظت تساؤلا على وجهه كما أخبرني أنها ظنت ثم أكملت زيارتها للمعرض وغادرت. وفوجئ في اليوم التالي بها وهي تحضر الظرف وفيه مجموعة من الصور النادرة المهمة للرياض، التقطها زوجها الدكتور مولر، وقدمت جيزيلا

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia