Al-Watan (Saudi)

منبرا الحرمين: الحج مجمع الإسلام الأعظم وفرصة لتوحيد الأمة

- مكة المكرمة، المدينة المنورة: واس

أكد إمــام وخطيب المســجد الحرام الدكتــور فيصل غــزاوي، خلال خطبة الجمعــة التي ألقاها أمس من المســجد الحــرام، أن الله شرع لعباده مواســم الخيرات ليغفر لهــم الذنوب ويجزل لهم الهبات، مشيرا إلى أن أيام العشر الأول من ذي الحجة هي أفضــل الأيام التي خلقها الله على الإطــلاق وأفضل أيام الدنيا، كما بين ذلك صلى الله عليه وســلم، إنها أيام خير وفوز وفــلاح، فمن أدركها وتعرض لنفحاتها ســعد بها، وهي فرصة عظيمة للتــزود والاغتنام واســتدراك ما فات، وموسمها مشترك بين الحاجين والقاعدين.

وأشــار إلى أن من الفطنــة أن يختار المســلم من الأعمال الصالحة أحبها إلى الله تعالى، فيتقــرب إليه بها، فالعمل في العــشر محبوب أيــاً كان نوعه، فيشرع فيها التســبيح والتهليل والتكبير والذكر والاستغفار وقراءة القرآن الكريم والصيام والصدقة والدعاء وبــر الوالدين وصلة الأرحــام والأمر بالمعــروف والنهي عن المنكر والتوبة إلى الله، والاهتمام بالأعمال القلبية ومنها الصدق والإخلاص والصفح والعفو والتخلص من الحقد والشــحناء والبغضاء وسائر المعاني المرذولة التي لا يحبها الله.

رمزية المسجد الحرام

أضاف الشيخ الغزاوي »إن المسجد الحــرام له مزية ليســت لغيره وهي مضاعفة أجر الصلاة فيه أكثرَ من غيره بـ100 ألف صلاة كما أكد رَسُولُ اللَّهِ، لافتا إلى أن بعض العلماء حسبوا ذلك على هذه الروايــة فبلغت صلاةٌ واحدةٌ في المســجد الحرام عُمُرَ 55 و6 أشهر و20 ليلة، وصلاةُ يوم وليلة في المسجد الحرام وهي 5 صلوات عُمُرَ 277 و9 أشهر و10 ليال، مؤكدا أن مكة أقدس بقعة على وجهــة الأرض وهي مقصد كل عابد ذاكر، حرمها الله على خلقه أن يسفكوا بها دما حراما أو يظلموا فيها أحدا أو يصيدوا صيدهــا أو يقطعوا شجرها، وفي هذه الأجواء المباركة يأتي موسم حج بيت الله العظيم، الذي جعل قلوب الناس تهــوي إليه وترقُّ لذكره وتخشعُ عند رؤيته إجلالا لله وتعظيماً لشــعائره، وها هي قوافــل الحجيج تتقاطرُ عــلى البيت العتيق من كل فج عميق، ملبين نداءَ خليــلِ الله إبراهيمَ عليه السلام الذي أمره الله بقوله (وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق).

أهمية الشعيرة

في المدينة المنورة، شدد إمام وخطيب المســجد النبــوي الشــيخ الدكتور عبدالمحسن بن محمد القاسم، في خطبة الجمعة، عــلى فضل الحــج بوصفه طاعة للــه، وعملاً يتقرب فيه العبد إلى ربه، ابتغاء مرضاته وجنته، حاثاً على اغتنام الخير العظيم في أيام العشر من ذي الحجة بالطاعــة وذكر الله وبذل الخيرات والإحســان وصلــة الأرحام والصيام.

وقال إن »مواســم الخيرات تتجدّد على العباد فضلاً من الله وكرماً، فما إن تنقضي شعيرة إلا وتحلّ مكانها أخرى، وها هي طلائــع الحجاج قد أمّت بيت الله العتيق، ملبّين دعوة إبراهيم الخليل عليه السلام«.

وبــيّن أن الحج عبادة في الإســلام عظيمة، فهو خامس الأركان ومن أجلّ الطاعات وأحبهــا إلى الله، ويمحو الله بــه أدران الذنوب والخطايا، مؤكدا أن الحج مجمع الإســلام الأعظم، يربط حاضر المســلمين بماضيهــم ليعيش العباد أمة واحدة مستمسكين بدينهم، ولا طريق لذلك إلا بالاعتصام بالكتاب والسنة، والسير على منهج سلف الأمة، وفي الحــج تتلاشى فواصــل الأجناس واللغات والألــوان وتضمحل، ويبقى ميزان التفاضل هو التقوى حيث قال تعالى »إن أكرمكم عند الله أتقاكم«.

 ??  ?? من شعائر خطبة الجمعة بالمسجد الحرام في مكة المكرمة
من شعائر خطبة الجمعة بالمسجد الحرام في مكة المكرمة
 ?? (واس) ??
(واس)

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia