Al-Watan (Saudi)

الكهرباء تطلق برنامج تيسير وأي تيسير

- سعود الشهري

بدلا من أن تنظر شركة الكهرباء في أسباب وحلول الارتفاعات الفادحة في فواتير الكهرباء وإيجاد حلول لهذه الطامة التي حلت بجيوب أرباب الأسر؛ قامت بإطلاق برنامج يقتضي الاستمرار في المشكلة دون النظر إلى أي تراجع عن هذا النهج »الموجع«!

وللتوضيح أكثر فإن هذا البرنامج »تيسير« -الذي ليس له من مدلول اسمه شيء- عبارة عن »تقسيط« فقط للفواتير الباهظة ذاتها، يدفع المستهلك متوسط فاتورته شهريا ثم تنصب عليه الكارثة نهاية العام بما أسموه »تصفية« حساب المستهلك، وهي في الحقيقة ستكون تصفية فعلا لما في جعبته من البقية الباقية من المال.

ومن البديهي جدا أن يقوم المستهلك بدفع المبلغ الذي قد اعتاد عليه سابقا، فهو لم يبرمج بعد على التعرفة الجديدة -والتي نرجو زوالها- تلك التي قفزت من 800 ريال إلى 3000 ريال؛ فمثلا سيضع في حسبانه 800 عن كل شهر، فماذا سيفعل نهاية العام عندما تكون فاتورة الشهر الواحد قد حسبت عليه بمبلغ 3000 ريال، سيجد نفسه أمام 26400 ريال يجب سدادها!! وإن قيل إن هناك طرقا لمعرفة الفاتورة فإن الكثير من أرباب الأسر لا يملك حتى هاتفا ذكيا فكيف له أن يصل لرابطها المعلوماتي؛ إما إن قال قائل إنه يجب عليه أن يضع في حسبانه 3000 ريال شهريا، فهذا ما لن يستطعه المستهلك، لا سيما وأنه يتحمل على كاهله أقساط بنوك وفواتير هاتف وفواتير ماء ومشرب ومأكل ومسكن وحدث ولا حرج!!

ومن ناحية أخرى فقد قال الخبر إنهم جعلوا للمستهلك الحرية في الانضمام لبرنامجهم هذا، لكنهم ذكروا بعد عدد من الكلمات أن من تكون فاتورته من ‪3000- 300‬ ريال يتم تسجيله »تلقائيا« وهم 3 ملايين مشترك!! فكم بقي من المشتركين له الحرية إذن؟!

ولو فرضنا أن كل مشترك من الـ 3 ملايين فقط -بعيدا عن المستهلك التجارب- أودع 1500 ريال شهريا فإنه في نهاية العام سيكون أودع 18000 ريال، فسيكون مجموع ما يودعه 3 ملايين مشترك 5400000000­0 ريال!!

من جانب آخر لو افترضنا أن هذا تحقق فهل ستتحسن خدمات الشركة للمشتركين؟!

الجواب يأتي من السنوات الماضية عندما حققت الكهرباء »سبعة« أضعاف دخلها ولم نر تحسنا يذكر؛ لا زالت التمديدات الكهربائية فوق سطح الأرض متقعرة من على الأعمدة في شكل بدائي مشوه لا يسر الناظرين، ولا زالت طريقة قراءة العدادات تقليدية، أعني... موظف يجول على العدادات ويحتمل خطأه في »صفر« كارثة مادية على صاحب المنزل لأن 700- و7000 بينهما فرق شنيع قد لا يكترث له خطأ قلم هذا الموظف الجوال-، كما ولا زالت الكهرباء »تتقطع« بشكل شبه يومي خصوصا على المدن الصغيرة ناهيك عن النائية، وأيضا لا زالت الكهرباء على موعد انقطاع حتمي مع نزول الأمطار وقصف رعود السماء، وختام ذلك صعقت الفواتير قلوب وعقول الكثير من الناس وجعلت الكثير منهم في وضع مادي مزرٍ.. ومن هذا كله تتجه أنظار المواطنين إلى قيادتهم الراشدة في النظر إلى هذا الموضوع المؤرق، وهي أهل لذلك، فهي رسمت رؤية واعدة ومستقبلا حضاريا ينعم بالخير ويضمن حق مرتاديه، ولا يراود واحدهم أدنى شك في أن قيادتهم قادرة على تخطي أكبر العقبات مهما عظم أمرها.

 ??  ??
 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia