Al-Watan (Saudi)

عوامل تؤثر في ذكاء الأطفال حديثي الولادة

- عنيزة : نورة الجميعة

هل يوجــد سر يجعل أحد الأطفال أسرع فهما من أقرانه وأقوى حجة؟.

وبالمقابــ­ل هل هناك أمــور تكمن خلف التأخر الــدراسي والاجتماعي الذي يصيب البعض الآخر؟. أســئلة طالما راودت أذهان كثيرين، وعلى الأخص الآباء والأمهات، الذين يقارنون غالبا بين ما يحظى به أبناؤهم وما يحظى به أبناء الآخريــن. وتختلف نظرة الأمهات إلى ذكاء صغارهن، فبعضهن ترى أنه ســينمو تدريجيا مثل بقيــة الأعضاء، وبعضهن تدرك تأثير الوراثة عليه.

توضيح علمي

أوضحت الأخصائية النفســية، المعالجة الســلوكية فايزة عبدالله الجبلي أن نســبة الذكاء للطفل حديث الــولادة ترتبط بحاله منــذ تكوينه جينيــا، أي في مرحلة الحمل وأثنــاء الولادة، حيث تؤثــر فيه جملة من الأمور ســلبا وإيجابا، وتلعب دورا مؤثرا في نسبة ذكائه، فقد تزيد منه أو تقلله.

وأضافــت »ينعم الطفــل حديث الولادة بذكاء عالٍ قد ينخفض مستواه لأسباب عدة، منها البيئــة المحيطة به، وطرق التعلم التي تمارس عليه.

طريقة التعامل

أشــارت الجبلي إلى أن طريقــة التعامل مع الطفل في المدرســة والمنزل تؤثر بشكل مباشر على ذكائه وقدراته الإدراكية كالانتباه والتذكر والحفظ. وعندما تهمل الأم جانب الحديث واللعب مع الطفل، ولا تقوم بإشباع حصول الجنين على تغذية صحية سليمة في رحم أمه

الجينات الوراثية وزن المولود ولادته السهلة الآمنة سلامته عضويا

ملامح الذكاء وعلاماته

الالتفات المناغات التبسم حفظ الوجوه التفاعل مع البيئة المحيطة المحاكاة وتقليد الغير

فضوله المعرفي بالإجابة على تساؤلاته، وأيضا عندما تتركه طويلا أمام الأجهزة الإلكتروني­ة، فقــد يصاب بتــدنٍ ملحــوظ في مهارات التواصل الاجتماعي، وتأخر لغوي، وبالتالي تدنٍ في نسبة الذكاء. وأوضحت »كذلك البيئة التعليمية عندما تخلو من الإبداع والاكتشاف والبحث لإيجاد المعلومة، فإنها لا تساهم في تنمية الذكاء عند الطفل«

ذكرت الجبــلي أهم ملامح الــذكاء عند الأطفال خلال الســنة الأولى، وهي الالتفات، المناغات، التبسم، حفظ الوجوه، التفاعل مع

البيئة المحيطة، المحاكاة وتقليد الغير.

أما بعد السنة الأولى فتتضح ملامح الذكاء في سرعة التعلم، امتلاك رصيد لغوي غني، حب الاكتشــاف والبحث، القدرة على تبرير الأخطاء، ســعة الخيال، اليقظــة لما يدور حوله، الفضول والأسئلة المتكررة، المشاركة في الألعــاب الجماعية والمعقّدة والأنشــطة الحركية. ونوهت »للحفاظ على المنســوب العــالي للذكاء عنــد الأطفال يلــزم الأهل الاهتمام بالتغذية السليمة والرياضة البدنية، الاســتماع للطفل أثناء الحديث ومناقشتُه لإشــباع فضُوله المعرفي، خلــق بيئة غنية بالاكتشاف والبحث والإبداع، توكيله بمهام ومسؤوليات تناسب عمره وحالته الصحية، تنمية هوايته وتطوير إمكانياته.

للتقليد والعناد مدلول مختلف

أضافت الجبلي »الطفل العنيد ذكي، وهو قادر على اختيار الزمان والمكان الذي ينبغي أن يكون فيه عنيدا، لذا فهو على درجة عالية من الانتباه واليقظة، وغالبا ما يكون الطفل العنيد مدلل«. وبالنســبة لمحــاكاة الطفل وتقليده لأشــخاص أو أطفال آخرين، قالت »يحدث هذا الســلوك بشــكل تلقائي وغير مدروس أحيانــا، فهو دلالة على تركيز عال وملاحظة دقيقة تنبع من ذكاء شديد«.

وشددت على ضرورة تنمية الذكاء بألعاب التركيز والبازل والشــطرنج والأنشــطة الحركية واللعب الجماعي. وبينت أن تدريب الأطفال على الآلات الموســيقي­ة أيضا يساهم بشــكل غير مباشر في زيادة نســبة الذكاء لكونها تتطلب مهارات خاصة.

مفاهيم الأمهات

عندما وجهت »الوطن« تســاؤلاته­ا لعدد من الأمهات حول ذكاء الطفل حديث الولادة، أوضحت »ســارة الخليفي« وهي أم لثلاثة أطفال أن »الطفل يولد ثم يزيد الذكاء عنده ويكبر بعد الولادة، مثلــه مثل باقي أعضاء الجسم«، وتشــير إلى أنها استنتجت هذا من خلال تجربتها مع أطفالها وتربيتهم.

وأما حديثة الأمومة »مرام المطيري« فقد أكدت أن للعامــل الوراثي أهمية عظمى في ولادة طفل بذكاء مرتفــع عن غيره، وربما لكونها ممرضة، فقد توصلت لهذه القناعة نتيجة لخلفيتها التعليمية.

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia