حجاج يرفضون حمل الأجهزة الذكية خلال الحج

اختلفت المواقف من توثيق بعض الحجــاج يومياتهــم المصورة في الحج، ورفعها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فبينمــا يرفض بعض الحجاج استخدام أجهزتهم الهاتفية في المشــاعر المقدســة معتبرين أن المكان والمناسبة يستلزمان الخشوع بعيدا عن ملهيات الأجهزة الهاتفية. يرى البعض أنه لا بأس باستخدام هذه الأجهزة إذا استخدمت بطريقة لا تلهي عن العبادة.

في الوقت نفسه، حذر إمام الحرم الشريف الحاج مــن التقاط الصور وهو في حال العباد، مشيرا إلى أن ذلك مما يشوب العمل وينافي الإخلاص.

التخلي عن الأجهزة الذكية

قال مؤيد باقيس »حضرت لأداء الحج ومعي مجموعة من أصدقائي، وقبل الحضور تخلينا عن الهواتف الذكية للتفرغ للعبــادة، واكتفينا بحمل أجهزة تقليدية قديمة لا توفر سوى خدمة الاتصال دون المميزات الأخرى«.

وأضــاف أن »الأجهــزة الذكية تتحــول إلى مفســدات للحج إذا اســتخدمت مميزاتها من تصوير، وتواصــل ونحوه بشــكل خاطئ، ولهذا الســبب فضلنا الابتعاد عن تلك الأجهزة والتوقف عن استخدام مواقع التواصل الاجتماعي والاتصال بخالقنا عن طريق العبادة والدعاء وقضــاء المناســك بكل ســكينة وإخلاص .«

فرصة ثمينة

أوضح ســالم الجهنــي أنه ترك جميع أجهزتــه المحمولة، ولم يأخذ معه أثناء أداء الحج إلا جهازا تقليديا للاتصال، من أجــل الاطمئنان على أهله.

وأبان أن »هــذه الأيام معدودات، وفرصــة ثمينــة للتفــرغ لعبادة اللــه، بعيدا عن الملهيــات والعالم الخارجي«، مشيرا إلى أن العديد من الحجاج تخلوا عن أجهزتهم المحمولة للاستفادة من الوقت في عبادة الله.

توثيق أهم اللحظات

لفت محمود أحمد وهو من مصر إلى أنه يقوم بتوثيق الأيام الرائعة التي يقضيها في الحج عن طريق الصور، ويرفعها عــبر وســائل التواصل الاجتماعي، والهدف من ذلك تخليد أهم لحظة في حياته، والتواصل مع أهله في مصر، بالإضافة إلى شــحذ الهمم لمن لم يحج حتى يشــتاق إلى المشاعر المقدســة، وهذا يعتبر من التنافس الديني المحمود.

واختتم حديثه قائلا »نسأل الإخلاص في القول والعمل«.

لا رياء ولا سمعة

الله

ذكر إمــام الحــرم الشريف الدكتور فيصل غزاي في خطبة عيد الأضحى المبــارك أن »من الواجب علينا أن نخلص لله، ونتقرب إليه بهذه الأضاحــي وجميع القربات، فلا رياء ولا ســمعة ولا مباهاة، وإنما توحيد وإخلاص لله، وبهذا يتبين خطأ من يحــرص على أن تلتقــط له الصور وهــو في حال العبــادة يصلي أو يدعو أو يطوف ليرى أهلُه وقرابتُه وأصحابه عملَه ويمدحونــه، أو يحبُّ إذا رجع إلى بلده أن يُتلقى بالحاج فلان والثناء عليه بما قــدم، فلنحذر ذلك عباد الله فهو مما يشوب العمل وينافي الإخلاص .«

حاج يستخدم الجوال في المشاعر (تصوير: عبدالرزاق الإدريسي)