Al-Watan (Saudi)

السن الأصفر

-

عــلى الرغم من اســتهجان كثيرين حاليا لتلبيس الأسنان بالذهــب للزينة، وعلى الرغم من عدم شــيوع الأمر لدى كثــير من الثقافــات، إلا أن السن الأصفر بقي علامة تميز الحاج عن غــيره في كثير من الدول الإفريقية. ويقول المؤرخ عبدالله حمزي إن »ظاهــرة تركيب الســن الذهبي قديمة، وقد انتشرت في أكثــر بــلاد العالم ومنها المملكــة، وكان الغرض منها الكنايــة للكفاية والثراء عند الرجــل، والزينة للمرأة، غير أن تعارض تلــك العادة مع الشرع الذي يمنع اســتخدام الذهب للرجال دون ضرورة جعلهــا مســتهجنة وغير مقبولة«، مشــيراً إلى ما كتبه الرحالــة الإنجليــز­ي جون فيلبــي في كتابــه (أربعون عامــا في البرية) يذكر فيه أن »الملك عبدالعزيز أثناء مجلس يضم رجال الدولة وبحضور عدد من الجمهــور ذكر في مجمل حديثه اســتياء عاما من بعض العادات الاجتماعية التي بــدأت تنتقل من دول مجاورة، ومنهــا تصرفات جلبها الأثرياء العائدون من الخــارج، وتميــزت بالبذخ والإسراف، وهنــا بدأ التنديد »كما يصفــه فيلبي« ببعض الممارسات مثل موضة تركيب النساء لأسنان الذهب، والتي بدأت تنتــشر كظاهرة بين النساء بشكل واسع وسريع، وبدأت تنتقل من الأثرياء إلى عامة الناس، بل إنها امتدت لتصبح موضة رجالية يزين بها الشباب أسنانهم مخالفين الــشرع الذي حــرم الذهب للرجال دون ضرورة، ويشير الرحالة إلى أنها من العادات المذمومة عند العرب لمخالفتها للشرع والبيئــة الصحراوية المتقشفة. قــال الموظف والمترجــم بوزارة العدل الســعودية محمد إبراهيم برناوي لـ»الوطــن« »منذ عهود قديمة يتباهى الناس بتركيب السن الذهبي، بدايةً تسابقت عليه النساء للزينة، ثم لحق بهن الرجال للكناية عن الوفرة المالية والغنى المجتمعي، إلا أن تلك العادة اندثرت وتراجعت حتى أعادها الحجاج الأفارقة من 40 عاماً بمعتقد وعادات جديدة، حيث يروون في السن الذهبي علامة على إكمال الشخص لدينه بالحج«. ويضيــف«لأن الحــج الفريضة الوحيدة لدى الحجاج الفارقة التي لا تأتي إلا بعد إعداد طويل وفي سن متأخرة ويفتخــر حجاج أفريقيا بالأسنان الذهبية للتعبير عن أداء مناسك الحج«.

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia