المدينة تستقبل رجلا صابرا فَقَد 20 شهيدا

استقبلت مدينة المصطفى »الرجل الصابر« كما يسميه أهالي »غزة فلسطين«، وهو الحاج يوسف ضهير، الذي فقد 20 شهيدا، وحظي بأداء الركن الخامس على نفقة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز.

ويحمل ضهير »70 عاما« قصة فقد مؤلمة ليست كأي قصة، أبطالها أبرياء أطبق عليهم منزلهم ليلة عيد. والقصــة وقعت في »غزة« بســيناريو تنفيذ متشــابه في آخر يوم من رمضان المبارك.

يقول الحاج الســبعيني »في عام 2014 فقدت أنا وأخي 20 شهيدا، منهم 19 شهيدا في آن واحــد، إثر قصــف تعرضوا له خلال اجتماعهم العائــلي في منزل جدتهم، بجريمة بشــعة يندى لهــا الجبين، وتقشــعر منها الأبدان«.

ويسترســل »أما الشــهيد الـــ20 فهو ابني البالغ من العمــر 23 عاما، وقد تنبأت باستشهاده، إذ استشهد في آخر أيام رمضان المبارك، وكان ملازما للمسجد ويبقى فيه أكثر وقته، إلا أنه بعد أداء صلاة التراويح خرج من المســجد إلى الســوق، وهناك قصفت طائرة الموقع الذي كان موجودا فيــه، مما أدى إلى استشهاده في الحال، ورغم هذه المآسي سنبقى صامدين محتسبين، وهؤلاء الشهداء عند رب العالمين، حيث لا تضيع تلك الدماء عنده.«

رحلة البيت العتيق

عــن رحلتــه إلى البيت العتيــق، يروي »ضهير« تفاصيلها فرحا مزهوا »تلقيت بكل فخر واعتزاز نبأ اختياري ضمن مكرمة الملك سلمان للحج، ومن الصعب وصف شعوري تلــك الليلــة، وأصبحت من شــهود الله في أرضه لخادم الحرمــين الشريفين، الذي نذر نفســه لخدمة الإسلام والمسلمين، ولمسنا منذ مغادرتنا مطار القاهــرة وحتى وصولنا إلى جدة ثم مكة، الحفاوة والاســتقبال الكبير، وكرم الضيافة وحســن التعامل من الشعب السعودي المعطاء، وتمت مناسك حجنا بيسر وســهولة، وها نحن في مدينة الرسول -صلى الله عليه وســلم- نتتبع أثره على الأرض وفي قلوبنا وجوارحنا .«

يوسف ضهير