تركيا تضيق على الحريات وصور إردوغان بدلا من أتاتورك

فيما قامت الســلطات التركية بالتحقيق في 281 حســابا عــلى وســائل التواصل الاجتماعي، واتخذت إجراءات قضائية بحق 146 شــخصا بتهمة نشر دعاية لمنظمات إرهابية مزعومة، أصدرت الحكومة التركية، أمس أمرا رســميا يقضي بضرورة تعليق صــورة الرئيس رجب طيــب إردوغان في مداخل المؤسسات الحكومية، في سابقة هي الأولى من نوعها لرئيس تركي.

وجاء في التعميم، أنه يجب على المسؤولين في الدوائر الرســمية الحكومية تعليق صور ملونة لإردوغان بأبعاد »70×50 سنتيمترا« في مداخل المباني التي تنتشر بداخلها صور مصطفى كمال أتاتورك، باعتباره الرئيس الأول للجمهورية وقائــد الحركة الوطنية التركية.

زعيمان

وذكرت وســائل إعلام تركيــة أن وزارة الداخلية أصدرت تعميما إلى جميع المؤسسات التابعة لهــا، بتاريخ 31 يوليــو الماضي، من المديرية العامة للمدن التابعة لوزارة الداخلية وبتوقيع وزيــر الداخلية ســليمان صويلو، ويحتــوي أمرا بتعليق صــورة إردوغان على مداخل مقار الولايات ومديريات الأمن ومراكز الشرطة، مبينة أن التعميم أرُســل إلى كل من الوحدات المركزية التابعة للــوزارة والقيادة العامة للــدرك والمديرية العامة للأمن، وقيادة أمن الســواحل والمديرية العامة لإدارة الهجرة ورئاسة إدارة الكوارث والطوارئ، وولايات 81 مدينة.

وأوضح إعلامــي تركي رفض الإفصاح عن اســمه في تصريحات صحفية، أن القرار ينص على تعليق صورة رئيس الجمهورية على مداخل جميع المؤسسات الحكومية، موضحا أن القرار لا يختــص فقط بــوزارة الداخلية والوحدات التابعة لهــا، بل يسري على جميــع الدوائر الرســمية، بما في ذلك المستشفيات والمدارس الحكومية. وقال »الآن أصبــح لدينا زعيمان، أتاتورك في الداخل، وإردوغان في الخارج«.

مصادرة الديمقراطية

قالــت وزارة الداخلية التركيــة إنه جرى »اتخاذ إجــراء قانوني ضد 146 شــخصًا، و281 حسابًا على وسائل التواصل الاجتماعي التي تروج لمنظمات إرهابية«، زاعمة أنها تابعة لمنظمات إرهابية، وتحرض الناس على العداء للدولة وإهانة السلطات.

ووفقًا لتقارير نشرتها وسائل إعلام موالية للحكومة التركية فإنه في 21 يوليو، حددت فرق الشرطة تحت قيادة وحدة الجرائم الإلكترونية وجود 126 ألف حســاب على مواقع التوصل الاجتماعي ترتبط بمنظمات إرهابية مزعومة، خلال العامين الماضيين.

وشنت السلطات التركية حملة لا هوادة فيها ضد أنصار مفترضين للمعارض فتح الله جولن الذي تتهمه بتدبير محاولة الانقلاب، الأمر الذي ينفيه قطعيا الداعية المقيم في الولايات المتحدة.

ولم تقف عند أنصار جولن، بل طالت أيضا معارضين مناصرين لقضية الأكراد ووســائل إعلام ومنظمات غير حكومية.

ومنذ منتصف يوليو 2016، تم سجن نحو 77 ألف شخص، وطرد أو وقف أكثر من 170 ألف شخص عن العمل.

صورة إردوغان إلى جانب أتاتورك في إحدى الفعاليات بوقت سابق ( الوطن)