Al-Watan (Saudi)

أميركا تلجأ لورقة الأكراد لتحجيم نفوذ إيران وروسيا في سورية

مظاهر العودة الأميركية ورقة الأكراد الصدام الأميركي الإيراني

- بيروت: فاطمة حوحو

ســلطت تقارير دولية مطلعة على الشأن الســياسي والعســكري في ســورية، مؤخرا، الضوء على نوايا الولايات المتحدة باستكمال وجودها العسكري في البلاد، وعدم تسليم روسيا كامل الاوضاع فيها، مشيرة إلى أن مواقــف الرئيس الأميركي دونالــد ترمب هــي خير مؤشر على هــذا الأمر، حيث من الواضح أن أميركا لن تترك ساحة سورية للــروس، ولن تســلمها قيادة الأمور بعدما ناورت روســيا في الموضوع الإيرانــي، وقدمت تنازلا عبر تأمين انســحاب إيران مسافة 85 من جهة الجولان وانتشرت قواتها إلا أن المطلوب منها تأمين الانســحاب الإيراني الأوسع، حيث يتم الضغط حينا والتراخي أحيانا مــن دون أي إحراز الخطوات المطلوبة. لفتــت التقاريــر إلى أن من مظاهــر العــودة الأميركية القويــة إلى ســورية، إبداء الاهتمام بوضع إدلب وتوجيه رســائل أميركية إلى الأكراد لتقديم المساعدة لإنهاء داعش في سورية والعراق، مع الأخذ في عين الاعتبار التشــديد على إخراج إيران وميليشــيا­تها وأذرعها العسكرية من سورية ومن محافظة الحسكة. وأشارت المعلومات إلى زيارة قام بها مســؤول أميركي إلى منبج في حلب وبلدة »شدادي« التابعة لمحافظة الحسكة وعين العرب المعروفة بــ «كوباني«، ومناطــق في ديــر الــزور حيث تتواجد قوات ســورية الديموقراط­ية. وجاء التحرك الأميركــي في الوقت الذي بدأ فيه الأكــراد محادثاتهم مع أركان النظام لتحديد مصير ا لمنا طــق في نقــاط توا جد هــم وسيطر تهم التي تحظى بشبه استقلالية من خــلال إقامــة إدارتهم الذاتية وإنشاء قوات لحمايتها وتنفيذ الخدمة العسكرية. ويرى مراقبون أنه رغم أن هذه المفاوضات لن تكون ســهلة ومسارها طويل، إلا أن الأكراد ماضون بهــا خصوصا أنهم يتوجســون من التخلي الدولي عنهــم وعن تحويــل حلمهم بإقامة دولــة كردية إلى واقع، لاسيما من واشــنطن ودول الغرب التــي أظهرت التجربة والمواقــف والمصالــح أنها لا تؤيد قيام كيان كردي مستقل وما فقدان إقليم كردســتان استقلاليته إلا أبلغ دليل. وصف الناشــط الســياسي والإعلامي السوري المعارض ماهــر الحمــدان في حديث لــ«الوطــن«، الخطــوة الأميركية بأنها ترمي إلى عدم الإســهام في ارتماء الأكراد في الأحضان الروسية عن طريق نظام الأســد، وفقدان أميركا لورقة لطالما شكلت نقطة قوة بيدها، لافتا إلى أن إدارة ترمب ســارعت إلى إيفاد دبلوماسي رفيع عارضــا الدعم ومطلقا الوعود، لضمان القضاء نهائيا أشــار الحمــدان إلى انعقاد اجتماعات أميركية روســية مكثفة للبــت بمصير الضفة الشرقيــة من نهــر الفرات، وتحديدا في منطقتي دير الزور والرقــة التي تقع تحت ســيطرة »قســد« مناصفة مع ميليشــيات النظــام والقوات الروســية. ولفت إلى أنه مع فشــل القوات الروسية في إيجــاد مخرج للقوات الإيرانية في المنطقة الشرقية من ضفة نهــر الفرات، ومع تصريحات ا لمستشا ر على تنظيم داعش الذي أثبتت قوات ســورية الديمقراطي­ة »قسد«، فاعليتها في مواجهته خــلال الســنوات الاخيرة وطردته بدعــم من التحالف الدولي الذي ينشر مستشارين إلى جانبهــا، مــن مناطــق واســعة في شــمال سورية وشــمال شرقها، باعتبار أن هذه القوات التي تتلقى دعما أميركيا عبر التحالف الدولي، ما زالت تسيطر على نحو 30 % من مساحة البلاد.« الأمني القومي الأميركي حول عدم قدرة روســيا في إخراج القوات الإيرانية من سورية، ظهــرت تسريبــات عن نية روســيا التخلي عــن الضفة الشرقيــة من نهــر الفرات لصالــح القــوات الأميركية وقوات »قســد«، ممــا ينذر بمواجهة مبكرة بين واشنطن التي تطور قواعدها العسكرية شرق ســورية، والقــوات الإيرانية التي تســعى لفرض قواعد لها في المنطقة ذاتها. وخلص حمــدان إلى أن هذا التصادم يصــب في مصلحة روســيا التي تسعى للهيمنة مع قوات النظام على أكبر قدر ممكن من الأراضي السورية، دون وجود أي مشاركة لإيران في رسم مستقبل البلاد.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia