Al-Watan (Saudi)

مخاطر تكشف حيرة تركيا لمواجهة معركة إدلب

- إسطنبول: طه عودة

تصدرت محافظة إدلب السورية منــذ أيــام، معظــم التحليلات السياســية والتي تشير إلى وجود سيناريوهين مصيريين ينتظر البت فيهما، أولهما التصعيد العسكري من قبل نظام الأسد، والآخر توجه تركيا وروسيا إلى عقد اتفاق شبيه باتفاق الأخيرة مع إسرائيل الشهر الماضي حول تمركز القوات التابعة لإيــران على الحــدود الإسرائيلي­ة وذلك لإعادة صياغة ترتيبات أمن الحدود في تلك المنطقة.

من جانبها، تؤكد أنقرة بقاءها في إدلب وتســتمر بتعزيز نقاط المراقبة التي نشرتها في المحافظة، بالتزامن مــع تحضيرات من قبل قوات الأســد لبدء عملية عسكرية ضد فصائل المعارضة.

تعزيزات تركيا على الحدود

بحسب مصادر عسكرية تركية، فإن رتلا تركيــا يضم عدة آليات وناقلات جنود وصــل مؤخرا إلى نقطــة المراقبة التركيــة الواقعة شرق مدينة »مورك« بريف حماة الشــمالي. كما أن شاحنات تحمل كتلا أسمنتية لاتزال تدخل بشكل يومي وتتوزع على نقاط المراقبة، خاصة الواقعة على طول الشريط الشرقــي لإدلــب، بالإضافة إلى شاحنات أخرى تتبع لتركيا وتحمل منازل متنقلة مسبقة الصنع.

ويتزامن تعزيــز نقاط المراقبة من قبل الجيش التركي، مع حشود عســكرية لقوات الأسد في محيط المنطقة لبدء عملية عســكرية في الأيام المقبلة. وعلى الجانب المقابل، أرسلت فصائل المعارضة العاملة في إدلب تعزيزات في الأيام الماضية إلى خطوط التمــاس مع النظام، خاصة في الريــف الغربي لإدلب وحماة.

وكان الجيش التركي قد أرسل في وقت سابق من الشهر الجاري، مدرعات ودبابــات »مطورة« إلى الحــدود التركية مــع محافظة إدلب. وذكــرت تقارير صحفية حينهــا أن التعزيــزا­ت تضــم شاحنات عسكرية وصلت إلى ولاية هطاي، جنوبــي البلاد، وهي من مختلف الوحدات العســكرية في البــلاد، محملة بدبابات من طراز »M60T«، والتــي جرى تحديثها بعد عملية »درع الفرات« في ريف حلب الشمالي.

تداعيات الخيارات المحتملة

يشــير المراقبون إلى أن الخيار الأول الــذي يتمثــل في التصعيد العســكري، يصــب في مصلحة النظام الســوري الذي يســعى لتوسيع نطاق سيطرته على مزيد من الأراضي على غرار ما حدث في مناطق أخرى، إلا أن الخيار الثاني يمكن أن يعزز من احتمال تحرك قوافل من المدنيين باتجاه الحدود التركية، ومن المتصور أن موسكو قد توافــق على تلــك الخطوات لاعتبارات ترتبط بتطور علاقاتها مع أنقرة. وقد يتم توســيع هذا الإطار، خاصة بعــد الإعلان عن احتمــال عقد لقــاء رباعي بين روســيا وفرنســا وتركيا وألمانيا خلال الشهر المقبل.

من جانبهم، يشــير المحللون الأتراك إلى أن دخول أنقرة لإدلب سوف يزيد الأمور صعوبة، خاصة أن منطقة إدلب السورية تحتضن العديد من قوات المعارضة المدعومة من تركيا، فيمــا تكمن التخوفات التركية من مصير المقترح الروسي لتســوية الوضع شــمال غربي البلاد، خاصة محافظة إدلب التي لا تزال تخضع لسيطرة الفصائل المعارضة.

 ??  ?? مقاتلون من المعارضة السورية يتأهبون للمعركة (أ ف ب)
مقاتلون من المعارضة السورية يتأهبون للمعركة (أ ف ب)

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia