Al-Watan (Saudi)

كفى هوانا يا وزارة الصحة

- سعود الشهري

منذ فترة ليست بالقصيرة أطلقت وزارة الصحة نظام »موعد« والذي يمكن للمريض من خلاله حجز موعد في المركز الصحي بشكل مرن وسلس، ويمكنه اختيار العيادة التي يحتاجها والوقت الذي يناسبه. نظام موعد هذا الرائع جدا كان بالفعل رائعا جدا »لو« أنه تم تفعيله على أرض الواقع. فلقد اعتمدته الوزارة كبوابة للحصول على خدمات المركز الصحي؛ إلا هناك قرارات إدارية من المديريات -ولا نعلم أكانت مستندة على قرارات وزارية- جاءت مضادة، مضمونها أن برنامج »موعد« غير إلزامي! والسؤال البديهي هنا يقول: لماذا إذن تم اعتماده؟! وهل الفترة الماضية »كلها« لم تكن كافية لأن يعتاد المرضى على استخدام هذا البرنامج »السهل« جدا؟! في الحقيقة أن تذمر هؤلاء المرضى من هذا البرنامج لا يعد ركيزة لاتخاذ قرار بعدم الإلزام باستخدامه؛ فإن رضا الناس غاية لا تدرك، ومهما حصل سيبقى هناك متذمرون لكنهم سينقادون للأمر عندما يجدون أنفسهم أخيرا وحيدين! ومن الغريب أن هؤلاء المتذمرين والذين أسميهم »أعداء التقنية« تجد أحدهم يستخدم نظام »أبشر« بشكل مستمر، ويرتاد موقع وزارة العدل الإلكتروني وهو راض؛ لماذا برنامج موعد فقط هو العسير وغير المحبوب؟! بل وتجده عندما يرتاد مستشفى خاصا يأتي بكل »طواعية« ليحجز موعدا »مشيا على الأقدام«، وحتما لن يحصل على الخدمة إلا بعد يوم الحجز هذا بعدة أيام -باستثناء الحالة الطارئة-، وبعد هذا كله لا يتذمر ولا يشتكي ولا »يعتدي« باللسان واليد على مقدم الخدمة؛ لكنه عندما يزور المرفق الصحي الحكومي يتحول شخصا آخر، وكأن المرفق بمن فيه »ملك« من أملاكه! نحن لا نعارض خدمة المريض، فلم تبن المرافق ولم يوظف الممارسون الصحيون إلا لخدمة الناس؛ لكننا وبصراحة ننتظر تعاملا -ولو شبيها فقط- بتعامل هؤلاء وطواعيتهم مع المرافق الصحية الخاصة.. وبالمناسبة فإن العامل المحفز في رأيي لتذمر هؤلاء »الكسالى إلكترونيا« هو شعار الوزارة »المريض أولا« والذي جعل الطبيب والممرض والصيدلي »آخراً« فقتل منهم من قتل وضرب منهم من ضرب »والناجي كسير«!! وبذكر هؤلاء المتذمرين فإنه في رأينا أنه لا يجب على وزارة الصحة الانصياع لهذه الرغبات »اللامبررة« وقل عنها »اللامفيدة«؛ بل لتمض قدما في تفعيل نظام موعد ليحفظ حق الموظف »أولا« وليحفظ من ثم حق المريض، ولتكن الأمور إلكترونية سلسة، وكفانا أساليب تقليدية وتحميل الناس أوراقا مرهقة غير عملية. ختاما؛ فإن ما يجعل المراجعين غير قابلين لأنظمة الصحة المستحدثة ويجعلهم يقبلونها ذاتهم في أي قطاع آخر وينصاعون لها طوعا أو كرها؛ هو »هوان« الممارس الصحي على الناس؛ فكم من حادثة حدثت ولم يؤخذ حق منسوب الصحة فيها؛ بل يفاجأ بكلمة من فم المريض المعتدي »الصائل« قائلا: »المريض أولا«.. فكفى هوانا!

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia