Al-Watan (Saudi)

مجلس الأمن يحذر من كارثة وشيكة بإدلب وفرنسا تندد بقمة طهران

- نيويورك، إسطنبول، بيروت: طه عودة، فاطمة حوحو، الوكالات

حذر أعضــاء في مجلس الأمن، في جلسة عقدها أمس بشأن التطورات في سورية أمس، من كارثة إنسانية وشــيكة في إدلب، إذا هاجم النظام الســوري آخــر معقــل لفصائل المعارضة.

وفيمــا تســتعد قــوات النظام الســوري وروســيا لتوجيه ضربة عسكرية لإدلب، قال مندوب فرنسا، إن الحل في ســورية يتطلب الذهاب لشروط التسوية السياسية المعروفة، مشــددا على أن هناك مؤشرات على كارثة إنســانية في إدلب، معتبرا أن اجتماع طهران لم يخرج بالتزامات من إيران وروسيا للحفاظ على السلم، مشــيرا إلى أن الهجوم العسكري إن حدث في إدلب ســتكون له تداعيات كارثية.

وقال مندوب روســيا في مجلس الأمن إن موسكو ستضرب الفصائل المســلحة في إدلب مع الحرص على حيــاة المدنيين، لافتــا إلى أن هناك الآلاف من عنــاصر داعش والنصرة في إدلب.

ودعا منــدوب هولندا روســيا وإيران لوقف تحضيراتهما لضرب إدلب، مطالبا الضامنين في أســتانا وقف كل عمليات العنف في سورية، فيمــا قــال منــدوب الكويت إن الهجمات ضــد الإرهابيين يجب أن تحترم القوانين التي تحمي المدنيين، مناشدا المجتمع الدولي التحرك لمنع وقوع كارثة إنسانية في إدلب.

فشل قمة طهران

كشــفت مصادر دبلوماسية أن قمة فشلت حتى الآن في منع الهجوم المرتقب للنظام السوري على فصائل المعارضة في محافظة إدلب، مشيرة إلى أن رعاة مسار أستانا لم يتمكنوا مــن تجاوز خلافاتهــم خلال قمة طهران، ومن ثم فإن إدلب ستكون الامتحان الأصعــب للفرقاء كافة، دون اســتثناء، ففشل مسار أستانا المتعلق بمناطق خفض التصعيد في تحقيق تفاهمــات الحد الأدنى بين الضامنين الثلاثة »روســيا وتركيا وإيران«، يعني أن المواجهة مفتوحة والســينار­يوهات ســتكون الأكثر تعقيــدا، لافتة إلى أن هــذه الأجواء الملبدة تتراكم بانتظار طبيعة المعركة من حيث مدى اتساعها وتداعياتها المقبلة.

وقالت المصــادر، إن »الضربات الجوية التي يشنها الطيران الروسي وميليشيات الأسد في إدلب ربما تكون دلالة على أن المحادثات »الروسية - التركية« لا تســير على نحو جيد«، مبينة أن تطــورات الوضع في إدلب والقصــف »الروسي - الســوري« وضعت العلاقات بين موسكو وأنقرة على المحك، كما أن إيران باتت المتهم الأول في عرقلة أي حل لمعضلة إدلب خلال القمة الأخيرة، ســيما وأنها تريد الاحتفاظ بوجودها العسكري في سورية، والإبقاء على نظام بشار الأسد.

سجال »روسي - تركي«

وحســب المصادر، فقد شهدت القمة ســجالا بين الرئيسين الروسي والتركــي حــول صياغــة البيان الختامــي، فقد طالــب أردوغان بـ»وقف لإطــلاق النار« محذرا من »حمام دم« في حال شنّ هجوما على المحافظة الواقعة على حدوده، إلا أن بوتين رفض الاقتراح، مشــددا على »عدم وجــود ممثلين عن مجموعات مســلحة على الطاولــة«، مخولين بالتفاوض حــول الهدنة في موقف أيده روحاني.

وبعد فشل القمة لم تتأخر أنقرة في إتمام استعداداته­ا لانطلاق معركة إدلب الكبرى، من خلال تركيزها في الساعات الماضية على تعزيز مواقعها العســكرية المنتشرة في الشــمال السوري وبشكل خاص في محافطة إدلــب، إضافــة لمحافظتي حلب وحماة، وأشــارت تقارير إلى دخول »وحدات مقاتلــة تركية وتعزيزات، الأحــد الماضي بما يؤكــد غياب أي اتفــاق ثلاثي (تركــي - روسي - إيراني) حول مصير إدلب«، لافتة إلى أن فصائل المعارضة لم تتأخر بتنفيذ عمليات عسكرية للرد على التصعيد الجوي »السوري - الروسي«.

الشعور بالخطر

اعتبرت المصادر أن تركيا تشــعر بالخطــر من أي عملية عســكرية على حدودها لأن ذلك يعني تعرض أمنها للخطر مع انسحاب مسلحين، ثم إنها ســتكون أمام مشكلة تدفق النازحين المدنيــين إلى أراضيها على الحدود، كما أن العملية العســكرية قــد تفتح المجال للنظام الســوري والإيرانيي­ن، لمطالبتها بالانســحا­ب من مناطق درع الفــرات وعفرين المرتبطتين بعمقها الاســترات­يجي، مما يعني لها عــودة خطر الأكراد، إضافة إلى انتشــار القوات الإيرانية على الحدود.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia