Al-Watan (Saudi)

حلم المؤتمر العلمي الأول للطب البيطري

-

منذ تخرجي من المرحلة الجامعية وما لحقتها من الدراسات العليا في تخصص الماجستير بالطب الوقائي، ويراودني حلم طالما انتظرته أن يتحقق كباقي زملائي الأطباء البيطريين الطموحين مهنيا وعلميا في السعودية، وهو مؤتمر علمي يكون ملتقى للتباحث والتشاور حول مسيرة الطب البيطري في مملكتنا الحبيبة، على أن ترعاه الجمعية الطبية البيطرية السعودية، لأنها جمعية علمية المفترض أن تحتضن جميع الأطباء البيطريين العاملين في الجهات الخاصة والجهات الحكومية، كوزارة البيئة والمياه والزراعة، ووزارة الشؤون البلدية والقروية، والهيئة العامة للغذاء والدواء، لدرجة أن بعضهم يعمل في وزارة الصحة، لما يمتلكه من مستوى علمي تلقاه خلال مسيرته الأكاديمية.

إن هذا الملتقى أو المؤتمر العلمي، يجب أن يكون بحضور قوي وفاعل من كلية الطب البيطري بجامعة الملك فيصل، وكلية الطب البيطري بالقصيم، وأن تطرح فيه الأوراق والأبحاث العلمية التي تمت خلال الفترات السابقة منذ تأسيسهما، ومدى تأثيرها في الأمراض المستوطنة أو العابرة أو الوبائية التي مرت ببعض مناطق المملكة، وتدرس معها الحالات المرضية المسجلة التي تمت مكافحتها والسيطرة عليها من الجهات ذات الاختصاص، وذلك للخروج بنتائج يمكن الاستفادة منها في الحفاظ على الثروة الحيوانية، وعلى الاستدامة الغذائية من المنتجات الحيوانية، مع دراسة حجم الاستيراد من الحيوانات، سواء الحية أو المواد الغذائية المشتقة منها، وهذا يتطلب إنشاء بنك المعلومات للثروة الحيوانية وما يتعلق بها من الإحصاء والبيانات ومصادر المعرفة الموثقة، التي تسهم في وضع خرائط وبائية لبعض الأمراض، كما يجب مناقشة الموضوعات المستجدة على الساحة البيطرية، منها الأمراض الحيوانية والتنظيمات الدولية التي تراعي وضع خطط إستراتيجية للسيطرة، والحد من مخاطر الثروة الحيوانية، إضافة إلى أهمية ودور الطبيب البيطري في الرفق بالحيوان، وتطبيق التنظيمات المنظمة له، للحد من الانتهاكات والإساءة إلى الحيوان من بعض الأفراد أو الجهات الخاصة، مما يسهم في الحفاظ على التوازن البيئي الذي تسعى إليه عدة جهات، منها هيئة الحماية الفطرية التي لها دور مهم في حماية الحيوانات الفطرية والمهددة بالانقراض، والتي تشرف على تطبيق بعض بنودها أطباء بيطريون يعملون في الهيئة.

في وقتنا الحاضر، يتضح أهمية دور الطبيب البيطري من التوجهات الخاصة التي تنتهجها المملكة، وتوجيهات ولاة الأمر بقرار إنشاء نادي الإبل، ونادي الهجن، ونادي الصقور، وهذه الأندية بإشراف ومتابعة من سمو ولي العهد محمد بن سلمان، حفظه الله ورعاه، وهي تحتاج في أطر عملها إلى الطبيب البيطري، سواء من ناحية الدعم الفني أو اللوجستي لأعمال تلك الأندية، أو البحث العلمي للحفاظ على الموروث السعودي المهم، وهي الصقور والإبل، وحفظ تنوع السلالات فيها سواء من صفاتها أو مميزاتها في الأشكال أو الإنتاج، وهو ما حلمت به كطبيب بيطري حاصل على درجة الماجستير، إلا أن الشهادة تم حفظها وعدم الاستفادة منها من الجهات البحثية أو الجمعيات أو الجهات، وظل اجتهادي الشخصي كطبيب بيطري للبحث والكتابة منوطا بالصحف والجرائد، والتطبيق العملي في جهات العمل، كباقي زملائي من الأطباء البيطريين الباحثين والحاصلين على شهادات أو دورات أكاديمية تخصصية.

لقد آن الأوان أن يتحقق الحلم قبل نهاية عام 2019 للطب البيطري، بإقامة المؤتمر العلمي الأول له، لقد آن الأوان أن يكون للمؤتمر دور في إيضاح دور الطبيب في الأمن الغذائي للإنسان، للمصادر الغذائية من أصل حيواني، مع دور الطبيب البيطري في الحجر الحيواني الداخلي، ومساعدته من الجهات المختصة بفرض نظام تنظيم نقل الحيوانات بين المناطق. لقد آن الأوان أن يطرح في المؤتمر لائحة السلامة المهنية للعاملين بالوظائف الطبية البيطرية في جميع الجهات، لتكثيف الدراسات البحثية على الخلايا الجذعية، ودور الطبيب البيطري فيها، فلا بد من وجود إدارة البيطرية مستقلة تعنى بشؤون الأطباء البيطريين والوظائف البيطرية المساندة لها، لقد آن الأوان للخروج بمسودة لائحة تجمع أخلاقيات الطب البيطري وما يتعلق بالعمل الحقيقي والميداني للطبيب البيطري، ودوره في الأمن الاقتصادي لمملكتنا الحبيبة.

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia