Al-Watan (Saudi)

ماذا لو كنت الرئيس التنفيذي

-

في هذا الأسبوع، كنت أحضر أحد الاجتماعات الدورية مع مجموعة من القياديين في الشركة، وكان ضمن الحضور أحد نواب الرئيس، وفي نهاية حديثه، قال التالي: »أريد من كل شخص منكم حضور الاجتماعات القادمة باعتبار أنه الرئيس التنفيذي.«!

استوقفتني هذه العبارة كثيرا، وما زلت أفكر فيها!، ماذا لو اعتمد كل فرد في المنظمة هذا المبدأ؟! هل سينعكس هذا على استحداث فكر مغاير، وبالتالي تطبيقات مختلفة؟!

بل ماذا لو عممنا هذه الفكرة بشكل أكبر، واعتبرنا أن كل فرد منا مسؤول مسؤولية تامة عن كل شبر من هذا الوطن؟!

أؤمن بأن ما نفكر فيه سينعكس على تصرفاتنا!، فإذا اعتقدنا أن لنا دورا هادفا وحيويا في هذه الحياة، كما قال تعالى: »هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها«، وأدينا أعمالنا بالأمانة والإخلاص، كما قال تعالى: »إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها«، فإن ذلك سينعكس إيجابيا على الفرد والمجتمع ككل!

من المهم أن يخرج الفرد من التسطيح والنطاق الضيق في الفكر والعمل، والذي ينحصر في الأمور البدهية مثل: إيجاده قوت يومه، وأن يرتقي بفكره، وأن يعلم بأن لوجوده في هذه الحياة هدفا ساميا وحكمة، وأن يوقن بأن لديه من المقدرة الذاتية التي ستجعله شخصا أفضل وأكثر تميزا على المستوى الشخصي، وأكثر عطاءً في سبيل رفعة هذا الوطن.

لكن السؤال المهم: كيف أكون مواطنا صالحا مسهما في بناء بلدي؟

قد يعتقد البعض أن »الوطنية« تنحصر في النشيد الوطني، ورفع العلم، وتشجيع المنتخب، ورفع صور ولاة الأمر، والثناء عليهم.

لا شك أن ما سبق صور للتعبير عن حب الوطن!، لكن هل هذا يكفي ليجعل منك مواطنا صالحا؟!

في رأيي أن المواطنة الصالحة تستوجب عدة أمور منها: - احترام واتباع أنظمة الوطن. - الاعتزاز بالوطن والمواطنين وإنجازاتهم.

- السمع والطاعة لقادة الوطن، والثناء عليهم.

- الحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة. - عدم نشر الإشاعات. - التعامل مع الآخرين بكل رقي. - احترام الذوق العام. - التزام القيم المثلى والمبادئ الأخلاقية مثل: »النزاهة، الصدق، الأمانة، العدل، المساواة.«...

- الإسهام بالفكر والجهد والمال لكل ما من شأنه رفعة الوطن.

- إظهار روح المسؤولية الاجتماعية »التطوع، مساعدة الغير، النصح من غير تجريح، رفع المقترحات التطويرية للجهات المعنية، إنكار الخطأ وتنبيه فاعله، والتبليغ عن المخطئين حسب الحاجة .«

- تنميتك لذاتك والعمل على أن تكون فردا فعّالا، تؤدي عملك بكل جهد وإخلاص وتفان، فإنك إن لم تجتهد في تنمية ذاتك وتطويرها، فلن تستطيع النجاح على المستوى الشخصي، ولن تستطيع الإسهام في تلبية حاجاتك الأسرية والمجتمعية، وبالتالي لن تسهم في تنمية الوطن.

لنفسك عليك حقٌ في الحفاظ عليها من كل ما يشوبها، وفي تطويرها والرقي بها فكرا وخلقا وعملا، ولوطنك ومجتمعك عليك حق في الإسهام في رفعته ونصرته، فقد قدم وطننا لنا الكثير، ويستحق منا مبادلته الإخلاص والعطاء!

حفظ الله وطننا وقيادته، وأدام عليه الأمن الأمان والرخاء والازدهار.

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia