: فوق 80 دولارا للبرميل سعر مريح للسعودية
قالت وكالة »بلومبــيرج« الإخبارية، أمس، نقــلا عن مصــادر مطلعة، إن »المملكة تشعر بالارتياح الآن بعد ارتفاع أســعار خام »برنــت« إلى ما فوق 80 دولارا للبرميل، عــلى الأقل خلال الفترة المقبلة«. وعزت الوكالة هذا الارتياح إلى تأقلم السوق العالمية مع فقدان العرض الإيراني مــن النفط بعــد العقوبات الأميركية.
قلق العقوبات
نقلت الوكالة عن مصادر ومسؤولين كبار آخرين في ســوق النفــط تجارا وغيرهم من المشاركين في السوق في لندن وهيوستن وواشنطن، أن هناك قلقا من تأثير العقوبات الأميركية على إيران التي ستلقي بظلالها على الأسواق الناشئة في مسألة نمو الطلب على النفط.
ومن المقــرر أن تلتقي الســعودية وروســيا ودول مصدرة رئيسية أخرى يــوم الأحد المقبــل في الجزائر لمراجعة ســوق النفط. وتضم لجنــة المتابعة الوزارية المشتركة كلا من منظمة الدول المصــدرة للنفط (أوبــك) والدول غير الأعضاء في منظمــة أوبك، وتشرف على الامتثال لخفــض الإنتاج المتفق عليه في أواخر عــام 2016، وتلتقي كل ثلاثة أشهر.
ووصل ســعر »برنت« أول من أمس إلى 78 دولارا، بعدمــا لامــس 80.13 دولارا للبرميل في وقت ســابق من هذا الشــهر. وكان أعلى سعر سجله النفط منذ 3 ســنوات في مايو عندما وصل إلى 80.50 دولارا.
تعديل الإنتاج
سعت »أوبك« إلى تعديل الإنتاج تحسبا للعقوبات الأميركية على إيران والانهيار الإضافي في الإنتاج الفنزويلي. وانخفضت صــادرات إيران من النفــط بنحو 35 % منذ أن أعلن ترمب عــن العقوبات الجديدة. وخلال الأســبوعين الأولين من شهر سبتمبر الجاري، باعت في المتوسط 1.6 مليــون برميل في اليوم، بانخفاض من 2.5 مليون برميل في أبريل.
انخفاض الأسعار في آسيا
واصلت أســعار النفط انخفاضها في آسيا، أمس، في أسواق قلقة من تصاعد الحرب التجاريــة بين الصين والولايات المتحدة وانعكاساتها على النمو العالمي وعــلى الطلب عــلى النفط الخــام. إذ انخفض سعر برميل النفط الخفيف إلى 68.67 دولارا في المبادلات الإلكترونية في آسيا، أما برميل »برنت« فقد تراجع 42 سنتا، وبلغ سعره 77.63 دولارا.
وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب الاثنين عن فرض رســوم جمركية تبلغ نسبتها %10 على سلع صينية إضافية بقيمة مئتي مليار دولار، لمعاقبة الصين لعدم تصحيحها ممارســاتها التجارية التي يعتبرها »غير نزيهة.«
وبذلــك تكــون الإدارة الأميركية قد فرضت رســوما جمركيــة على حوالى نصف قيمــة وارداتها من الصين. ولن تتأخر بكين على الأرجح في الرد على هذه الإجراءات. وفتحت أسواق المال في الصين على تراجع أمــس بعد إعلان الاجراءات الأميركية الجديدة.
ويخشى المحللــون من أن تلحق هذه الإجراءات والإجــراءات المضادة ضررا بالاقتصاد العالمي وتســبب تراجعا في الطلب على الخام.
وقال جينجي بان المحلل في مجموعة »آي جي« في ســنغافورة إن »السلطات الصينية عالقة بين المطرقة والســندان، بين ضرورة حماية موقعها ومحاولاتها للتوصل إلى حــل مع الولايات المتحدة.« وأضاف »إذا لم تستســلم الصين أولا، فيبدو أنه سيكون هناك تصعيد وهذا ما لا يبشر الأسواق والمستثمرين بالخير.«
أمــا راجيــف بيســواس المحلل في مجموعة »آي اتــش اس ماركيت« فقد رأى أن الرســوم الأميركية »ستســبب أضرارا جانبيــة كبــيرة لاقتصادات آسيوية أخرى تشكل جزءا من الشبكة اللوجستية للصناعة في شرق آسيا.«