Al-Watan (Saudi)

السعودية في عين ابن الفيصل

- سعود الشهري

»المادة الأساسية من نظام الحكم تقول: المملكة العربية السعودية دولة عربية إسلامية دستورها القرآن والسنة.«

جملة افتتح بها الأمير خالد الفيصل كلمته التاريخية في 2011، وبها أفتتح أنا هذه المناسبة الغراء التي تلهم كل سعودي معاني العزة والشموخ والإباء، فباختصار من صحراء قاحلة وإنسان بسيط إلى ناطحات سحاب وعقول تزاحم العالم.

ما بين اليوم الوطني السابق ويومنا الوطني الحالي صُححت كثير من الأيديولوج­يات، وأزهقت كثير من البيروقراط­يات، وحزمت أمور كان حزمها أشبه بحلم اليقظان، حورب الفساد وحوسب المفسدون، ارتدت مليارات من ناهبيها ووُظفت لمصلحة المواطن، استرجعت ملايين الأمتار المربعة وأخضعت للتنمية، وأصبحت -بعد أن كانت بعيدة المنال عن المواطن- مرفقا خدميا يرتاده المواطن ويستفيد منه بلا مقابل.

بين عام وعام، مُكّنت المرأة من حقوقها على أصعدة مختلفة، وأصبحت تستطيع الاعتماد على »ذاتها« في تسيير أمورها بشكل طبيعي، وأصبح منهن من يتولى زمام أجهزة حكومية، بل وحتى في المجال الشرعي ككاتبات العدل، وغير ذلك من الإشراك الحياتي المعتدل، فضلا عن عضوية مجلس الشورى في لوحة متسقة ترسم أبعادا جديدة إيجابية في إطار الشريعة الإسلامية »السمحاء«.

ما بين العام والعام، قامت القيادة الراشدة بزيارات عالمية »نوعية« غير مسبوقة، وعقدت اتفاقيات عالمية اقتصادية عملاقة، وضعت المملكة بها نفسها على خارطة العالم كرقم صعب، أو فلتقل كقلعة شمخت على سائر القلاع قاصيها ودانيها، حتى أصبح العالم كله دون استثناء يضع المملكة العربية السعودية في حسبانه قبل أي قوة إقليمية أخرى.

بين عامنا وعامنا -وبعد حلم وصبر طويل- قُطِعت الأيدي الباغية الحوثية والقطرية وذات أحلام الخلافة وغيرها، فرأى العالم كله فينا أنموذجا أبيا لا هوادة عنده في حق ولا رضوخ لكائن من كان.

»انظروا إلى الفتن والحروب والصدامات، افتحوا التلفزيون، اسمعوا الأخبار، ثم التفتوا إلى الداخل ماذا يشغلنا اليوم؟! الأوامر الملكية بالخير والنعمة والمشاريع..« قالها خالد الفيصل، وها نحن اليوم ومواصلة لسير العطاء »والنعمة« التي تستحق الشكر بحق، تتصدر صحفنا -مزامنة مع يومنا المجيد- خبر توقع فائض بلغ 71 مليارا بعد عجز العام السابق مباشرة. فلم يكن انتقالا من عجز إلى حالة متعادلة ثم فائض بل قفزنا -بفضل الله- ثم رؤيتنا الماجدة 2030 إلى فائض معتبر جدا.

ومن هذا الموجز المختصر جدا، وبعيدا عن كل مجاملة، فإنا نعايش رفاهية وأمنا وتقدما ونعما لا تحصى، يجب شكرها بحق، ووجب بذلك شكر ولاة أمر بذلوا الغالي والنفيس لنسعد، والواقع خير برهان، فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان.

فشكرا لقادتنا الاستثنائي­ين، وشكرا لشعبنا وجنودنا البواسل الاستثنائي­ين أيضا، ولنثق في قيادتنا وفي إمكاناتنا، ولننظر ماذا كنا وإلى ماذا صرنا، ولنغلق أسماعنا عن كل حاقد حاسد متربص، يغيظه نجاحنا، ويقتله تكاتفنا، ويفنيه التحامنا.

ختاما، فقد بدأت بكلمات ملهمي »ابن الفيصل« وبكلماته أختم، »نحن مستعدون أن نموت في سبيل ديننا وعزتنا وكرامتنا،« ولا شك ولا ريب. »هذا حنا.«

 ??  ??
 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia