Al-Watan (Saudi)

صدارة التدريب التقني والمهني

-

لم يكن مصادفة أن تتبوأ المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني مكان الصدارة وتفوز بالتحاق أكثر من 52561 متدربا ومتدربة في الكليات التقنية والمعاهد المهنية لهذا العام، والتي تنتشر صروحها التدريبية في مختلف مناطق مملكتنا الحبيبة.

إن النظرة الثاقبة والبصيرة المتقدة والعزيمة الراسخة من لدن حكومتنا الرشيدة للنهوض بهذا النوع من التعليم وتغيير نظرة المجتمع وثقافته لقبول هذا المسار التدريبي، وإكساب المنتمين له بالمهارات والفنون اللازمة، كانت من أهم أسباب النجاح.

إن البناء والتأسيس لمثل هذا النوع من التعليم والتدريب يحتاج إلى موارد مالية وبشرية ضخمة وعالية ضعف ما يحتاجه التعليم النظري، فالمتدرب فيه يمارس التعليم التطبيقي والمحاكاة، ويتطلب ذلك وجود الورش والمعامل الفنية والأجهزة التقنية لتواكب متطلبات العصر، وهذا الأمر وفرته الدولة في الكليات والمعاهد رغم تكاليفها العالية.

إن التقدم التقني والنهوض العلمي لأي دولة لتحقيق التنمية المستدامة وتنوع مصادر الدخل لا يكون إلا من خلال إيجاد وتوفير الأيدي العاملة المدربة التي تمتاز بالمهارة والإتقان، وهذا حتما ما سيجده المتدربون والمتدربات في التدريب التقني والمهني، فهم بذلك يطردون الفقر عن ذواتهم، وقد قيل »صنعة في اليد أمان من الفقر.«

لقد تميزت المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني في السنوات الأخيرة برفع مستوى الأداء لدى متدربيها وزيادة الجرعة التدريبية في التأهيل العلمي والعملي، فأصبحت تمنح درجة البكالوريو­س في الهندسة في عدد من التخصصات المهمة التي تحتاج إليها بلادنا.

لقد أصبح التدريب التقني منافسا قويا وشريكا حيويا لعدد من الجامعات التي تمنح الدرجة الجامعية في التخصصات الهندسية، وذلك لتوافر بيئة التدريب المناسبة والتطبيقي الميداني لخريجيها، علاوة على توافر الفرص الوظيفية في القطاعين العام والخاص.

إن توجيه الشباب إلى العمل الحر واكتساب المهارات التقنية العالية واحتراف العمل المهني دليل على الوعي بأهمية المشاركة في صناعة التقدم والنهوض بالمجتمع نحو الاستثمار الاقتصادي الذي يعود نفعه على أبناء البلد، وما حك جلدك مثل ظفرك. لقد حرصت المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني من خلال رؤية المملكة 2030 على توجيه أبناء البلد نحو ريادة الأعمال والاستفادة من الإمكانات والدعم السخي الذي يقدمه معهد ريادة الأعمال الوطني (ريادة)، والتركيز على التدريب المستمر والموجه لشباب وشابات الوطن.

إن التدريب التقني والمهني بما يمتلكه من تجهيزات فنية وكوادر بشرية ذات كفاءة عالية يهدف إلى توطين عدد من الوظائف والمهن التي تدار بكوادر أجنبية في مجالات الطاقة المتجددة والمعدات الصناعية والتعدين والنفط والغاز والبتروكيم­اويات والصناعات العسكرية.

إن الجدارة التي استحقتها المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني في الوقت الحاضر لم تأت من فراغ، بل كانت حصيلة الجهود المبذولة من قبل الدولة ومسؤوليها التي كافحت وعملت باقتدار على مدى 40 عاما لتصل إلى هذا المستوى الرفيع.

لذا نقول لتلك الطاقات البشرية هنيئا لكم هذا المنجز، وبوركت أناملكم، وسدد الله مساعيكم، ثم نبارك لشبابنا انخراطهم في منظومة المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني والتحاقهم بكوكبة البناء، فقد أدرتم البوصلة نحو الاتجاه الصحيح، ولكل مجتهد نصيب.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia