Al-Watan (Saudi)

وقفات وطنية

- الوقفة الأولى: الوقفة الثانية:

أيام معدودات تفصلنا عن تلك المناسبة العظيمة »اليوم الوطني الـ88«، والتي نستعيد فيها تاريخ تأسيس هذه البلاد على يد الإمام المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، طيب الله ثراه.

ولما كان لليوم الوطني وقعه الخاص في نفوسنا، نشاهد تلك التجهيزات استعدادا للاحتفاء بتلك المناسبة الغالية، مما يدعو إلى الفخر والاعتزاز.

تأصيل الهوية والحس الوطني وغرس القيم في نفوس الطلاب والطالبات، وتربية الأبناء على حب الوطن يعدّ من المعاني المهمة التي يجب أن يسعى إليها كل معلم ومربٍّ، لأنه يوّلد عند الأبناء الولاء والانتماء والعمل لرقي الوطن وتقدمه، ودفع الضرر عنه والحفاظ على مكتسباته.

وتزامنا مع تلك المناسبة الجليلة، أبعث بعدد من الوقفات لتنمية حب الوطن في نفوس أبنائنا:

تأصيل الانتماء الوطني: إن انتماء الإنسان إلى وطنه هو انتماء يشمل كل الأمور التي تخصه، فالوطن ليس حيّزا جغرافيّا نعيش فيه فحسب، بل أكبر من ذلك بكثير، فغرس قيمة المواطنة والتربية الوطنية جزء لا يتجزأ من التربية الصالحة، بل قيمة إسلامية مرتبطة بالإنسان مولدًا ونشأةً، والمواطن الصالح يرى وطنه أجمل وأفضل بقاع الأرض، وهذا ما عبّر عنه الحبيب عليه الصلاة والسلام - الحديث - عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ الْحَمْرَاءَ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: رَأيَْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَوَهُوَ عَلَى رَاحِلَتِهِ بِالْحَزْوَرَةِ، يَقُولُ: »وَاللَّهِ إِنَّكِ لَخَيْرُ أرَْضِ اللَّهِ، وَأحَبُّ أرَْضِ اللَّهِ إِلَى اللَّهِ، وَلَوْلَا أنَِّي أخُْرِجْتُ مِنْكِ مَا خَرَجْتُ.«

المواطن رجل الأمن الأول: عبارة سطّرها التاريخ لسيدي صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز -رحمه الله- فمفهوم المواطن رجل الأمن لا يتحقق إلا بعدة إجراءات، منها النأي بالنفس عن ارتكاب الإنسان أيّة أخطاء تمس الوطن بشكل أو بآخر، من أي ممارسات تؤدي إلى الضرر، سواء بالأقوال أو الأفعال، والمحافظة على الممتلكات العامة وحب الوطن والدفاع عنه، إضافة إلى المبادرة إلى الإبلاغ عن أي ممارسات يمكن أن تضر الوطن، والإسهام في نشر الوعي المجتمعي، وأن يكون قدوة في عملية المحافظة على الأمن والاستقرار، والحديث عن التغيرات التي طرأت على المجتمع، عندما كان المجتمع فقيرا ومشتتا إلى مجتمع متضامن، والبعد عن الجماعات التي يمكن أن تضر بالوطن، وينبغي أن يدرك أن أي اهتزاز في أمن الوطن سيعود عليه أولا وعلى أسرته وعلى مجتمعه ووطنه، ويصبح الجميع ضحية للإهمال وعدم الإدراك لبعض الأمور. وإشعارهم بنعمة الأمن والأمان، ودور جنودنا الأبطال في الدفاع عن هذا الوطن، وربط ذلك ببطولة وتضحية رجالات الوطن المخلصين، وكفاحهم للبناء والبقاء، والتي لا تنقطع قصصها ولا يُنسىٰ تاريخها. الوقفة الثالثة طاعة ولاة الأمر: حبا الله -عز وجل- ومَنَّ على هذه البلاد المباركة الطاهرة بأن قيّض لها رجالا مخلصين، وقادة أوفياء، وحكاما حكماء، فمنذ أن أسس موحد هذه البلاد الملك عبدالعزيز

-طيب الله ثراه- كان أول ما بدأ به إرساء قواعد الإسلام فيها، وجعل ما تحكم به هي الشريعة الإسلامية المستمدة من كتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- فكان رضا الله غايتهم، وخدمة المواطن فوق كل اعتبار. علينا طاعتهم، والانقياد لهم في المنشط والمكره، والعسر واليسر، ونحارب كل من يخرج عليهم. الوقفة الأخيرة: أيها المربون: منَّ الله علينا برَغَد العيش، والأمن في الأوطان، والسلامة في الأديان، وفجَّر كنوز الأرض، وأسبغ علينا نِعَمه الظاهرة والباطنة، بما لا يكاد يُشبِهُه شيءٌ على وجه الأرض، ومن شُكْر الله اغتنام هذه المناسبة للحديث مع الأبناء عن تلك النعم، ومقومات المواطنة الصالحة، والحفاظ عليها. اللهم أدم علينا نعمة الأمن والأمان.. وكل عام والوطن الغالي وولاة أمرنا الأوفياء والشعب المخلص بخير.

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia