Al-Watan (Saudi)

محمد بن سلمان في الكويت حوار العقل والقلب

- أحمد الجارالله

المواجهة المصيرية مع الأذناب الإيرانية في اليمن، والمتمثلة في العصابات الحوثية، تمثل أهمية كبرى ليس للسعودية فقط، إنما لكل دول الخليج، لأن أي تهديد يمس أمن المملكة إنما هو تهديد لاستقرار دول مجلس التعاون

للعلاقات الكويتية ــ السعودية طبيعة خاصة وفريدة من نوعها، لا يمكن لأي ريح أن تعكر صفوها، مهما كثرت التحديات، لأنها قامت منذ البدء على الأخوة ووحدة المصير والمسار، فما يهدد المملكة العربية السعودية يهدد الكويت، والعكس صحيح، وعلى هذا الأساس فإن التباحث بين الأشقاء في مجمل القضايا الإقليمية هو ضرورة دائمة، لأن المواقف تكمل بعضها.

على هذا الأساس ننظر -في الكويت- إلى زيارة سمو الأمير محمد بن سلمان إلى بلده الثاني بعين الاهتمام والترحيب، لأنه يحل ضيفا عزيزا على الكويتيين كافة، وفي مقدمهم صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الصباح، وهو لا شك سيجد الحفاوة التي تليق بالمملكة العربية السعودية، لدى الكويتيين، بوصفها الشقيقة الكبرى، وبوصلة الحركة الإقليمية والإسلامية، والقاطرة التنموية في الإقليم.

إن المملكة العربية السعودية تشهد نهضة كبيرة، استنادا إلى »رؤية 2030« التي وضع خطوطها العريضة سمو ولي العهد، بوصفه رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، وثمة مشاريع كبرى تتضمنها هذه الخطة تحتاج إلى توسيع دائرة الاستثمار، فيما تتجه فيه الكويت إلى تنفيذ مشاريع كبرى تنموية أيضا، وهذه المشاريع في السعودية والكويت تمثل ركيزة أساسية في اقتصاد المستقبل، ولا بد من التكامل في هذا الشأن كي تكتمل عناصر الصورة التي يسعى إليها قادة البلدين، خصوصا في المرحلة التي يجري العمل فيها لتنويع مصادر الدخل، وإنهاء عصر الاعتماد المطلق على النفط.

لهذا، فإن الكويتيين يرون في جانب من الزيارة إطلاق مبادرات ذات طابع اقتصادي استثماري لمشاريع مشتركة بين البلدين، تحقق التعاون الذي وجد من أجله مجلس التنسيق السعودي-الكويتي، الذي تندرج تحت مظلته جميع مجالات التعاون والعمل المشترك بين البلدين، والذي سيشهد انطلاقة مباركة في هذه الزيارة.

مما لا شك فيه، أن المواجهة المصيرية مع الأذناب الإيرانية في اليمن، والمتمثلة في العصابات الحوثية، تمثل أهمية كبرى ليس للمملكة العربية السعودية فقط، إنما لكل دول الخليج، لأن أي تهديد يمس أمن المملكة إنما هو تهديد لاستقرار دول »مجلس التعاون« الخليجي كافة، وعليه تبنى الرؤية في التنسيق المشترك بين البلدين على ضرورة استكمال أدوات التصدي لهذا العدوان المصيري، في مرحلة باتت فيها التهديدات الفارسية أكثر صلافة مما مضى، وبالتالي فإن تحصين الجبهات الداخلية لبلداننا يستلزم التنسيق على أعلى المستويات، فكيف إذا كان من يحمل الملف الأمني والعسكري السعودي هو الضيف العزيز.

جميعنا في الكويت نسعى -بكل جهدناإلى رصّ الصفوف في معركة المواجهة المصيرية مع هذا العدو الجاهل، ونقف مع المملكة التي نطمح إلى أن تستمر بهذه القوة والصلابة، فثباتها على مواقفها يعزز روح التصدي لكل ما يمكن أن يكون مصدر قلق لأي خليجي، وليس الكويت فقط.

لقد اضطلعت الكويت بدور الوساطة بين دول »مجلس التعاون« في الأزمة الأخيرة، وهي لا تزال تسعى إلى رأب الصدع بين الأطراف كافة، لتمتين دعائم مجلس التعاون لدول الخليج العربية، ولهذا ثمة كثير من الأسئلة لدى المراقبين الكويتيين حيال الاطمئنان إلى مستقبل هذا المجلس، وهل لا يزال بالقوة التي كان عليها قبل الأزمة أم لا، ولا شك أن خير من يطمئن الخليجيين إلى هذه المسألة، هو سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الذي سيجد لدى الكويتيين كثيرا من المحبة والحفاوة والتكريم.

 ??  ?? رئيس تحرير صحيفة السياسة الكويتية
رئيس تحرير صحيفة السياسة الكويتية

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia