Al-Watan (Saudi)

الطريق الصحيح لتحقيق أمن الفضاء

- ستيوارت باتريك*

في الشهر الماضي، حدد البنتاجون الأميركي خططا للقوة الفضائية، وهو الفرع السادس المقترح من الرئيس الأميركي دونالد ترمب للخدمات المسلحة الأميركية المكلفة بحماية المصالح الأميركية في الفضاء الخارجي. وبشَّر نائب الرئيس، مايك بنس، الذي يرأس المجلس الوطني للفضاء، بالتقرير، واصفا الفضاء بأنه مجال حرج في القتال الحربي. وتعتمد الولايات المتحدة بشكل متزايد على القدرات الفضائية التي تواجه التهديدات الناشئة. وكرر مايك بنس ما أعلنه الرئيس ترمب في يونيو، بأنه »لا يكفي أن يكون هناك مجرد وجود أميركي في الفضاء، بل يجب أن يكون لدينا هيمنة أميركية في الفضاء«. وعلى مدى أشهر، ناقش المحللون ما إذا كان الحفاظ على مثل هذه الهيمنة يتطلب قوة فضائية. غير أن ما تفتقده هذه المناقشات في كثير من الأحيان هو أن أمن الفضاء يعتمد على الأقل على التعاون الدولي بقدر ما يعتمد على الهيمنة الوطنية. في الواقع، أصبح الفضاء أكثر ازدحاما، كما تقول إدارة ترمب. ويعمل أعداء الولايات المتحدة المحتملون على توسيع قدراتهم القتالية هناك. اعتبارا من أبريل، سجل اتحاد العلماء المعنيين 1,886 قمرا صناعيا نشطا في قاعدة بياناته على الإنترنت، بزيادة أكثر من الثلث منذ عام 2015. ووفقا لأحد التقارير الأخيرة تم إطلاق ألف قمر صناعي صغير بين عامي 2012 و2017، منها 104 أقمار بواسطة صاروخ هندي واحد. وقد استجابت العديد من البلدان لهذا الانتشار الفضائي من خلال تطوير أسلحة مضادة لتلك الأقمار. وأظهر الخصوم الأميركيون المحتملون استعدادهم لاستخدام مثل هذه الأسلحة المضادة. تعتمد الولايات المتحدة بشكل متزايد على الأقمار الصناعية التي يصعب حمايتها في الفضاء، حيث تستخدم في الاتصالات والملاحة والاستخبار­ات وغيرها من الخدمات الحيوية للجيش والاقتصاد، مما يجعل طلب إنشاء القوة منطقيا، خاصة إذا أخذنا في الاعتبار ما ذكرته وكالات الاستخبارا­ت الأميركية في وقت سابق من هذا العام أن روسيا والصين تلاحقان أسلحة مضادة للأقمار الصناعية لاستخدامها في حرب مستقبلية. وبما أن الفضاء الخارجي ليس مجرد ساحة للصراع بين الدول، فإن إستراتيجية فضائية أميركية قابلة للحياة لا يمكن أن تتوقف ببساطة لتحقيق الهيمنة الفضائية القومية. الفضاء هو أيضا مشاع عالميا، ومجال تعتمد عليه جميع الدول (بدرجات متفاوتة)، وتواجه فيه تهديدات مشتركة تتطلب الأمن الجماعي.

* باحث رئيسي في الحوكمة العالمية في مجلس العلاقات الخارجية – مجلة (فورين أفيرس) - الأميركية

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia