الجبير: تحقيق السلام بالشرق الأوسط يتطلب ردع إيران ولا مفر من مقاطعة قطر
مكافحة الإرهاب ومقاطعة قطر سورية وليبيا
أكدت المملكة العربية الســعودية أنهــا تقف على إرث عظيم من المبادئ والثوابت، التي ترتكز عليها سياســتها الخارجية، وعلى رأسها الاتجاه الدائم نحو الحلول السلمية للنزاعات، واعتماد جهود الوســاطة التي تشاركها سمو الهدف وسلامة المقصد، مشيرا إلى اتفاق السلام، الذي أبرم في مدينة جدة مؤخرا برعاية كريمــة من خادم الحرمين الشريفين الملك ســلمان بن عبدالعزيز، بين دولتي إثيوبيا وإريتريا، والذي أنهى أطول نزاعٍ شهدته القارة الإفريقية، وكذلك رعايتها للاجتماع التاريخي بين قادة دولتي إريتريا وجيبوتي، بعد قطيعة استمرت 10 سنوات، خيرُ دليلٍ على الدور السياسي المسؤول، الذي تجسده بلادي لتعزيز الأمن والسلم الدوليين. جاء ذلك في كلمة المملكة التي ألقاها أمس، وزير الخارجية عادل بن أحمد الجبير أمام المناقشة العامة للجمعية العامة للأمــم المتحدة في دورتها الـ73 في مدينة نيويورك.
وتطرق الوزير الجبير إلى القضية الفلســطينية، معتبرا أنها القضية المحورية للسعودية وللعالم الإسلامي، مُنطلقة في ذلك مــن إيمانها بالحق الفلســطيني في إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، اســتنادا على قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية. وذكر الوزير الجبير، أن الإرهاب والتطرف من أهم التحديات التي تواجه العالم بأسره، مبينا أن جهود المملكة في هذا الشأن واضحة للجميع، فقد أنشأت بلادي مؤسسات تُعنى بمحاربة التطــرف والإرهاب، وهي: المركز العالمي لمكافحــة الفكر المتطرف »اعتدال«، والتحالف الإســلامي العســكري لمحاربة ولفت إلى مواصلة إيران أنشطتها الإرهابية وســلوكها العدواني، وتعــرب المملكة عن دعمها للاســتراتيجية الأميركيــة الجديدة للتعامل مع إيران، بمــا في ذلك الجدية في التعامل مع برنامجهــا النووي، وبرنامج الإرهاب، ومركز الأمم المتحدة الدولي لمكافحة الإرهاب، الذي تبرعت بلادي له بمبلغ 110 ملايين دولار. وأضــاف أنه في ظــل جهودنــا الحازمة والمستمرة لمكافحة الإرهاب، قامت السعودية ومعها دولــة الإمارات ومملكــة البحرين ومــصر، بمقاطعة قطر، فــلا يمكن لدولة الصواريخ الباليستية، ودعمها للإرهاب. وقال »إن المملكة تؤمن أن تحقيق الســلام والاستقرار في الشرق الأوسط، يتطلبُ ردع إيران عن سياساتها التوسعية والتخريبية. لقــد قامت إيران بتشــكيل الميليشــيات تدعم الإرهــاب وتحتضن المتطرفين، وتنشر خطاب الكراهية عبر إعلامهــا، ولم تلتزم بتعهداتهــا التــي وقعت عليهــا في اتفاق الرياض عــام 2013م واتفــاق الرياض التكميلي عام 2014، أن تســتمر في نهجها، مبينا أن قطر تمادت في ممارساتها، وهو ما جعل من مقاطعتها خيار لا مفر منه. الإرهابية المســلحة، وتزويدها بالصواريخ الباليستية، واغتيال الدبلوماسيين، والاعتداء على البعثات الدبلوماســية، فضلا عن إثارة الفتن الطائفية، وتدخلها في شــؤون دول المنطقة. عبر الوزير الجبير عن تطلع المملكة إلى تحقيق تطلعات الشعب السوري، ليعيــش آمنا في أرضــه، مؤكدا على ضرورة الالتــزام بقــرار مجلس الأمــن (2254)، والوصول إلى الحل السياسي وفق مبادئ إعلان (جنيف 1) كذلك دعم المملكــة للشرعية في ليبيا، واتفاق الصخيرات، لحل الأزمة الليبية. وأشار إلى أن المملكة تعتبر من أكبر الدول المانحة على صعيد المساعدات الإنســانية والتنمويــة، حيث بلغت نسبة المساعدات المقدمة من المملكة )3.7%) من الناتج المحلي السعودي، متجاوزة بذلك النســبة المقترحة من الأمم المتحدة والبالغة (0.7(% .