Al-Watan (Saudi)

بعد الانتصار على داعش ترمب يستهدف إيران

- باتريك كوبيرن*

مع هزيمة »تنظيم داعش«، تفتح إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب الباب لجولة جديدة من حروب الشرق الأوسط من خلال استهداف إيران كمصدر لكل الشرور، حيث إن المبالغة في »التهديد الإيراني« من قبل إدارة ترمب في الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا الأسبوع كانت أشبه بما قاله جورج بوش وتوني بلير عن العراق قبل خمسة عشر عاما. يشهد الوضح الحالي في المنطقة تراجع »تنظيم داعش« الذي كان يحكم مناطق شاسعة تضم نحو 6 ملايين شخص، كما أصبح نظام الأسد مستقرا في السُلطة بعدما كان في مهب الريح، علاوة على أن الحكومة العراقية التي كانت تعاني هزائم فادحة أمام تنظيم داعش عام 2014 أصبحت الآن آمنة. لكن هذه الأزمات أصبحت تستبدل بأخرى يُرجح أن تشتعل في الأشهر القادمة وبلاعبين آخرين، حيث إن الهجوم الأخير في »عفرين« يمثل حادثا واحدا للتصعيد الممكن بين الحكومة التركية والأكراد شمال سورية، وهو الصراع الذي سيضم الولايات المتحدة وروسيا. ويرى الرئيس الأميركي دونالد ترمب وإدارته أن الصراع في المنطقة مصاب بعقدة الارتياب، لذلك يرون أن كل مشكلة في الشرق الأوسط تقف وراءها أيد إيرانية، وهو الأمر الذي كان واضحا على خطاب ترمب هذا الأسبوع في الأمم المتحدة، حيث ضخَّم الدور الإيراني بشكل كبير، خاصة عندما قال إنه »سيكون هناك ثمن كبير ستدفعه إيران إذا وقفت في وجه الولايات المتحدة«. إن هذا النوع من التعليقات هو النوع التقليدي المعتاد من التعليقات المتعالية قبل أي تصعيد أميركي في الخارج، خاصة في الشرق الأوسط، حيث تقوم الإدارة الأميركية بشيطنة العدو والتقليل من شأنه في نفس الوقت، كما يتزايد الاهتمام بجماعات المعارضة التي تُرحب بالتدخل الأميركي، كما حدث تماما مع جماعات المعارضة العراقية التي كانت تخدع واشنطن. إن سمعة كل رئيس أميركي منذ السبعينيات، باستثناء الرئيس جورج بوش الأب، قد تضررت بدرجة أكبر أو أقل بسبب الصراع في الشرق الأوسط أو شمال إفريقيا. هناك جيمي كارتر (إيران)، ورونالد ريجان (لبنان وإيرانجيت)، وبيل كلينتون (الصومال)، وجورج دبليو بوش (العراق وأفغانستان)، وباراك أوباما (سورية وليبيا). وسيكون من المستغرب أن يتحول ترمب إلى استثناء من القاعدة.

*كاتب مختص في شؤون الشرق الأوسط – (الإنديبندن­ت) البريطانية

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia