Al-Watan (Saudi)

علماء يكشفون أبرز عوامل التقيؤ المفاجئ لدى الأطفال

- أبها: الوطن

يمر كثير من الآبــاء والأمهات بتجارب يومية ســيئة مع بعــض أطفالهم حينما يستفرغون بشكل مفاجئ وغريب في التقيؤ، الأمر الــذي يجعلهم في حــيرة من أمرهم خصوصا أن بعــض الآباء يخافون من هذا الأمر، ولا يعرفون ما إذا كان تدخل الطبيب أمرا ملحا أم لا.

ووفقا لموقع الراديــو الوطني الأميركي، أكــد الباحثون أن هذا الأمــر يحدث لعدة أسباب يتصدرها الفيروسات المزعجة التي تثير المعدة، ومشــاكل الهضم، والخوف، أو حتى حركة الســيارة أو القارب. الأمر الغريب الذي لا يســتوعبه بعض الآباء هو أن لدى الأطفــال رد فعل سريع تجاه هذه الأسباب وبشكل ملاحظ.

كيف يحدث الأمر

عندما يشــعر الدماغ بمثيرات مزعجة للمعدة، فإن الألياف العصبية تقوم بإرسال إشارات للجسم بأن يقوم بتفريغ ما بداخل المعدة. ومن ثم يقوم الجسم بسحب المعادل الجســدي لمجموعة حركات موقوتة. بعد نفس عميــق، ينغلق مســمار الحنجرة، الفتحــة بين الحبــال الصوتيــة. ترتفع الحنجرة والفك العلوي كي تعطي مساحة لما سيحدث قريبا. ومن ثم يندفع الحجاب الحاجز بقوة. الضغط السلبي الذي يكوّنه داخل الجسم يعمل على فتح المريء والمعدة. وهنا يأتي وقت التقيؤ.

سرعة تقيؤ الأطفال

يتلقــى الأطفال نفس إشــارات التقيؤ وتعمــل أجســامهم بنفــس الحركات الاســتعدا­دية المنســقة بحذر لدى الكبار البالغين. لكن لماذا يستعجلون كثيرا؟

قد تعتقد بأن الجهاز المناعي لدى الأطفال حســاس جدا أمام مثيرات المعــدة، وهذا الأمر صحيــح. ولكن هنالك تفاصيل أكثر، فأجسام الأطفال ترســل وتسمع إشارات مختلفة لجميع أنواع المشــاكل الجســدية الأخرى. نتيجة لذلك، قد يتقيأ الأطفال كرد فعل تجاه الأشــياء التي تجعل من الكبار يرمشون بأعينهم فقط: حمى مثلا أو ضربة في القدم.

يقول أخصائي الجهاز الهضمي للأطفال كاتجا كوفاكيــك: »أي شيء يصيب الطفل بمرض فإنه يجعله يتقيأ«. ومن واقع حديث الأخصائي فــإن هذا التقيؤ هو أفضل شيء يقوم به الطفل كي يجعله يحس بالراحة.

زيارة الطبيب

هناك إشارات مثيرة للمشاكل، مثل الخمول وانتفاخ البطن الشديد والآلام الحادة، كما يقــول كوفاكيك، تجعل الآباء يهتمون أكثــر بالحالة. كما أن استمرار التقيؤ لأكثر من يوم أمر مثير للقلق لأنه يؤدي إلى الجفاف الشديد.

ويجــب في هذه الحالــة أن نتجنب إعطاء الطفل أي مشروبات ســكرية واستبدالها بالمشروبات الرياضية قليلة الســكر، وإذا توقف الطفل عن التبول أو كان يبكــي دون دموع، فقد حان الوقت للذهاب إلى الطوارئ، كما يقول كوفاكيك.

وأضاف: »في بعض الحالات، يعتبر التقيؤ دلالة على شيء أشد خطورة مثل متلازمة القيء الدوري. انتبه إذا كان طفلك يعاني مــن حلقات متكررة من التقيؤ الذي يســتمر لساعات أو حتى أيام، فهذا اضطراب صعب.«

وليس من الواضح ما هي الأمور التي تسبب متلازمة التقيؤ الدوري، ولكن بمجــرد أن يتم تحديــد النمط، فإنه بإمكان المرضى العلاج بأدوية مضادة للصــداع النصفي، لأن هــذا المرض مرتبط بالصداع النصفي وقد يتطور ليصبح صداعا نصفيــا لدى المرضى الكبار.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia