واشنطن تتجاهل اتفاق منبج مع أنقرة ومخاوف تركية من تدهور العلاقات
قال محللون سياسيون، إن اتفاق تركيا وروسيا على إقامة منطقة منزوعة السلاح في إدلب، تســبب في تجاهل الولايات المتحــدة الأميركية لاتفــاق منبج مــع حكومة أنقرة، وأن هذا التجاهل أثار استياء المســؤولين الأتراك، ســيما وأنه يأتــي في وقت شهدت العلاقات بين أنقرة وواشــنطن خلال الشهور القليلة الماضية تدهورا كبيرا، بســبب اعتقال تركيا للقس الأميركي آندرو برانســون في تركيــا، فضلا عن فرض واشنطن عقوبات على أنقرة.
وكانت وســائل إعلام قد نقلت عــن الرئيس التركي رجب طيــب إردوغان قوله إن »الولايــات المتحــدة لم تف بتعهداتهــا، ولم تلتزم بالجدول الزمني المتفق عليه في خارطة الطريق الخاصة بمنبــج«، كذلــك انتقــاد المتحدث باســم الرئاســة التركية، إبراهيــم قالن، ما أســماه بأســلوب المماطلة الذي تتبعه الولايات المتحدة بخصوص منبــج، لافتا إلى أن هذا الأســلوب بدأ يصبح مشكلة متنامية.
كما نقلت وسائل الإعلام عــن قيادية كرديــة بارزة أن القــوات الأميركية باقية في ســورية، حتى استقرار الوضــع فيها، معــبّرة عن ثقتها بأن واشنطن لن تقبل بدخول القــوات التركية إلى منبج شمالي البلاد.
وقالــت القيادية ســينم محمد التــي تمثّل مجلس ســورية الديمقراطيــة في واشــنطن، إن الوجــود الأميركي في شرق نهر الفرات سيستمر حتى دحر تنظيم »داعش« هناك، مشــيرة إلى أن »واشــنطن لن تكرر ما حدث بالعراق في ســورية، حينما انســحبت من بغداد في مــا كان التطرف يمتد في أراضيهــا، لذا فهــي باقية حتى تســتقر الأمــور في البلاد، ولذلك ضاعفت عدد مسؤوليها ودبلوماسييها في هذه المناطق«.
خارطة الطريق
أوضــح المحللــون السياســيون أن تأجيــل الاتفــاق التركي الأميركي في منبج شــمالي شرق حلب، ســينعكس على مســتقبل ســورية، كما سينطوي على مخاطر محتملــة تزيد من تدهور العلاقــات التركية الأميركية.
وأشــاروا إلى أن »خارطة طريــق« في منبــج، والتي توصلــت إليهــا أنقــرة وواشــنطن مطلــع يونيو المــاضي، تضمنت إرســاء الأمن والاســتقرار في منبج، على مراحل محــددة، تبدأ بانســحاب قادة« وحدات حمايــة الشــعب الكردية، ويليهــا تولي عنــاصر من الجيــش والاســتخبارات التركيــة والأمريكية مهمة مراقبة المدينة.
أما المرحلة الثالثة فتنص على تشــكيل إدارة محلية في غضون 60 يوما، وسيجري تشــكيل المجلــس المحلي والعسكري اللذين سيوفران الخدمــات والأمن في المدينة، حســب التوزيــع العرقي للســكان، لكن ما سبق لم ينفذ منه سوى دوريات على جانبي الخــط الفاصل بين »الوحدات«، وفصائل »درع الفرات .«
وحســب المراقبــين فإن ملــف منبج لم يشــهد أي تطور على مدار الشــهرين الماضيــين، خاصة مع توتر العلاقات التركية-الأميركية، والعقوبات التــي فرضتها واشــنطن على أنقرة، والتي أدت إلى تدنــي مســتوى الليرة التركية مقابل الدولار الأميركي.
وأثار دعم واشنطن لمقاتلي وحــدات حماية الشــعب الكرديــة في محاربة تنظيم داعش غضب أنقــرة، التي تعتــبر الوحــدات امتدادا لحزب العمال الكردستاني المحظور.