أكاديمي يحدد مستويات الموقف السعودي تجاه الخطاب الغربي
حــدد المشرف عــلى مركز الدراسات الاستراتيجية بمعهد الأمير سعود الفيصل للدراسات الدبلوماسية، الدكتور منصور المرزوقي، مســتويان للموقف الســعودي تجــاه الخطاب السياسي الغربي، يظهر الأول ضمن الخطاب الذي تبدو فيه التحولات تنتقــل إلى نحو من التراكم مــن خلال التركيز على كون المملكــة مركز الحضارة العربية والإسلامية تاريخيا، أما الثاني فهو الخطاب السياسي العملي من خــلال التأكيد على مبــادئ النظام الــدولي التي تحمي الــدول الأقل ثراء وقوة ضد التوســع مقابل استخدام الغرب لوســائل عدة للتوسع الرأسمالي.
وأشار المرزوقي خلال ندوة له حــول الخطاب الســياسي الغربي بمنتدى الثلاثاء الثقافي إلى أن »الموقــف الســعودي وخلفياتــه تجــاه الخطاب السياسي الغربي لم تكتمل كل معالمه، بســبب غياب الجدل الفلسفي المؤســس في النظام التعليمي والثقافي«.
العولمة الاقتصادية
أوضح المرزوقــي أن هناك تأثيرا كبيرا للعولمة الاقتصادية التــي نشــهدها الآن والتي انعكســت آثارها على الثقافة لغرض أن يكون للعالم نظام قيمي موحد، مشيرا إلى أن بداية فكرة العالمية كانت من الفلسفة الإغريقيــة كســؤال معرفي، وتطورت حتــى عصر هيمنة الفكر المسيحي في أوروبا، حيث اكتسبت زخما روحيا.
وكان من مــبررات الحركة الاســتعمارية نقــل التقدم والتطور للآخرين، ثم استبدلت لاحقــا في الفترة الرأســمالية بقضايــا ومفاهيــم كحقوق الإنســان ونشر الديمقراطية لتبرير التوسع الرأسمالي.
وأوضح أن مــن أمثلة ذلك مفاوضــات التجــارة الحرة بين الاتحــاد الأوروبي ودول مجلس التعــاون للضغط في قضايا حقوق الإنسان وإعطاء الــشركات الأوروبية أولوية في بعض القطاعات.
مرحلة ما بعد الديمقراطية
أشــار المرزوقي إلى وجود جدل في المؤسســات الغربية في مرحلة ما بعــد الديمقراطية، يؤكــد عــلى ضعــف إيمان المجتمعات السياســية الغربية بالمنظومة الديمقراطية، مشيرا إلى أن النظام الدولي المؤســس على هيمنة غربية ينحو باتجاه حق المجتمع الــدولي التدخل لحماية حقوق الإنســان، وهو ما يتعارض مع مبادئ سيادة الدول.
وأوضح أن الخطاب السياسي هو جزء مــن أدوات الصراع القائــم على طبقية فلســفية وأخلاقية وقانونية، كما يطلق عليه أحيانا »العالــم الحر«، مشيرا إلى أن الدول غير الغربية تركز على المبادئ التي تحميها من ســطوة الــدول الغربية، وتختلف طريقــة التعامل مع هذه الطبقية من دولة لأخرى.