Al-Watan (Saudi)

وصية أمير نجران الأمير جلوي بن عبدالعزيز

- أحمد الرضيمان

حفظ الله هذا الوطن وقيادته وشعبه، ورد كيد الأعداء في نحورهم، فأولئك الأعداء مهما بذلوا من مكر وسوء ونوايا سيئة، ضد وطننا، فهم الأخسرون، وأمرهم في تباب

في برنامج علمي في منطقة نجران، نظمته مشكورة وزارة الشؤون الإسلامية بعنوان (لحمة وطن)، حرصت قبل بدء تنفيذ ما كُلفتُ به، أن ألتقي بسمو أمير منطقة نجران الأمير الموفق: جلوي ابن الأمير العبقري: عبدالعزيز بن مساعد آل سعود، رحمه الله، وذلك للاستنارة برأيه، والاستفادة من توجيهاته، والحقيقة التي لا مجاملة فيها: أني في تسعين دقيقة عند سموه: استفدت ثلاثة دروس مكثفة، أحدها في التاريخ، والآخر في العقيدة، والثالث في الحكمة والإدارة، وقبل الانصراف وتوديع سموه قال وفقه الله: »هذا الوطن أمانة، بذل الملك عبدالعزيز ورجاله وأبناء هذا الوطن جهدهم في المحافظة عليه، وعلينا أن نحافظ على هذه الأمانة للأجيال القادمة«، وقد صدق سموه الكريم، وللإنسان أن يتصور كيف كنّا قبل الملك عبدالعزيز، وكيف أصبحنا بمجيئه، لقد قال شيخنا ابن عثيمين، رحمه الله: لقد مرّ على الناس قبل الملك عبدالعزيز زمنٌ لا يستطيعون أن يذهبوا إلى مسجدهم في مدينتهم للصلاة إلا بالسلاح بسبب الخوف، بينما بعد مجيء الملك عبدالعزيز وتوحيده لهذا الوطن أصبح الناس يسيرون من أقصى المملكة إلى أقصاها آمنين مطمئنين، وقد صدق رحمه الله، كما هو واقع ومشاهد، وها أنا ذا قادم من بلدي (حائل) في الشمال، إلى (نجران) في الجنوب، بأمن وراحة وطمأنينة لا نظير لها، وهذا من فضل الله أولا، ثم من فضل هذه القيادة السعودية المباركة، وعليه: فهذا الأمن والوحدة واجتماع الكلمة والسكينة، نعمة وأمانة، يجب الحفاظ عليه، ورعايته.

في المحاضرة التي ألقيتها في جامع نجران، ثم بعد ذلك في اللقاء الحواري الخاص مع خطباء وأئمة المساجد، وقبل ذلك اللقاء مع بعض أساتذة جامعة نجران، رأيت تفاعلا عظيما، ووطنية صادقة، كانت الأسئلة والمداخلات والحوارات عميقة وصريحة، وكان الجميع يدركون مسؤوليتهم تجاه دينهم ووطنهم وقيادتهم، ومع هذا فهم صامدون في وجه تلك الأصوات الإعلامية المعادية لبلادنا ووحدتنا وشعبنا وقيادتنا، وقالوا: كل محاولات الأعداء ستتحطم على صخرة وحدتنا وحبنا لقيادتنا ووطننا، وليس ذلك بغريب على أبناء المنطقة، ولا غيرها من مناطق المملكة.

وفي هذا الصدد لعله من المناسب أن أذُكّر بكلمة قالها الأمير نايف بن عبدالعزيز أسكنه الله فسيح جناته، يقول رحمه الله: (إنني أتقدم بالتهنئة لسيدي خادم الحرمين الشريفين، ولسمو ولي عهده الأمين، التهنئة لهما بهذا الشعب الكريم، الشعب الوفي، نعم إنه شعب كريم ووفي متخلق بأخلاق الإسلام بما أمره الله به، وبما علمه نبيه رسول الله، عليه أفضل الصلاة والتسليم، نعم أهنئ قيادة هذا الوطن، بشعبه رجالا ونساء كبارا وصغارا على وقفتهم الأبية الكريمة الوفية، لقد أراد بعض الأشرار أن يجعلوا من المملكة مكانا للفوضى، ولكنهم أثبتوا أنهم لا يعرفون شعب المملكة العربية السعودية، إن هنا شعب واع، شعب كريم، شعب وفي، لا تنطلي عليه الافتراءات، إنه يعرف نفسه، لقد أثبت شعبنا للعالم كله أنه في قمة التلاحم مع قيادته، أمةً واحدة، متمسكون بدستورهم كتاب الله وسنة نبيه، الشكر مهما كان فهو قليل لهذا الإنسان السعودي الكريم. إنني على ثقة كاملة أن هذا كان له الوقع الكبير، والأثر الفاعل، في قلب وعقل سيدي خادم الحرمين الشريفين، ومثلما نقول شكرا وهنيئا لمليكنا بشعبه، سنقول شكرا لسيدي خادم الحرمين الشريفين، وهنيئا للشعب بمليكه، وشكرا لعلمائنا ولأئمة مساجدنا ولكل العقلاء من أبناء هذا الوطن، فقد ردوا بقوة وثقة بالله -عز وجل- على الأشرار الذين يريدون بنا شرا، ولكن -والحمد لله- أمننا على هذا الوطن وعلى كل مصالحه، هذا إيجاز لما أردت أن أقوله وإلا فالكثير في القلب والعقل يقال لهذا الشعب، الذي رفع رؤوسنا أمام العالم كله، فالحمد لله رب العالمين على فضله، وله الحمد والشكر).

حفظ الله هذا الوطن وقيادته وشعبه، ورد كيد الأعداء في نحورهم، فأولئك الأعداء مهما بذلوا من مكر وسوء ونوايا سيئة، ضد وطننا، فهم الأخسرون، وأمرهم في تباب، ذلك أن شعب المملكة العربية السعودية يرتكز على العقيدة الصحيحة، والحس الوطني، والوفاء والرجولة وفقه المآلات، ولا يمكن أن تنطلي عليه إرجافات المرجفين، ولأن قيادة هذه البلاد، قيادةٌ مؤمنة، عمّ نفعها الجميع، ومن كان كذلك فالله لا يخزيه أبدا، بل ينصره، ويدافع عنه كما قال تعالى (إن الله يدافع عن الذين آمنوا)، وقال تعالى (إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد).

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia