Al-Watan (Saudi)

تدابير مشددة للجيش اللبناني لتثبيت وقف النار بمخيم فلسطيني

- بيروت: فاطمة حوحو

أكد مراقبــون لبنانيــون، أنه ليس من الســهل إنهاء التوترات في المخيمــات الفلســطين­ية التي تتكــرر وتتنقل ما بــين مخيمات عين الحلــوة والراشــيد­ية والمية ومية، في ظل وجود سلاح في أيدي التنظيمات التي تشــعل المعارك، مؤكدين أنه لا يمكن أن تنتهي هذه التوترات إلا بتسلم الجيش اللبناني أمن المخيمات وســحب الســلاح الفلســطين­ي المتفلت في المخيمات من أيدي تلك التنظيمات، خصوصا وأن هذه التوترات المتتالية تتسبب بقطع الطريق الساحلي الذي تسلكه القوات الدولية »اليونيفيل«.

وكانت الاشــتباك­ات العنيفة في مخيم المية وميــة الواقع في شرق صيــدا، والتي تجــددت، أول من أمس، بين عنــاصر حركة فتح من جهة وأنصــار الله من جهة ثانية، قد أدت إلى توتــر كبير في المنطقة، بعد أكثر من أسبوع على مواجهات حصلت بين الطرفين، وبعد يوم من استكمال الجيش اللبناني انتشاره حول المخيم وتموضعه عند مداخله، حيث استخدمت الأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية التي ســمع أصداء انفجاراتهـ­ـا بقوة في أرجاء مدينة صيدا وضواحيها.

وتكثفــت الاتصــالا­ت اللبنانية الفلسطينية من أجل احتواء الوضع ووقف إطلاق النــار، حيث أجرت النائب بهية الحريــري اتصالات بعدد من القيادات الفلســطين­ية ومخابــرات الجيــش في الجنوب، وطالبت بوقف فوري لإطلاق النار، فيما عقــد في مكتب رئيس الاتحاد العالمــي لعلماء المقاومة الشــيخ ماهر حمود اجتماعا ضم مسؤول »حزب اللــه« في منطقــة صيدا الشيخ زيد ضاهر وبعض الفصائل الفلســطين­ية بهدف التوصل إلى وقف إطلاق النار، كما أصدر قائد الأمن الوطني الفلســطين­ي اللواء صبحي أبوعــرب تعليماته لجميع عنــاصر الأمن الوطنــي للالتزام بوقف إطلاق النار.

اتخذ الجيــش اللبناني تدابير مشددة عند مداخل المخيم والطرق المؤدية إليه، فيما ســجلت حركة نزوح لعشرات العائلات من داخل المخيم وجواره إلى صيدا ومحيطها. وفي وقت تبادل الطرفان الاتهامات بفتح المواجهــة، تحدثت معلومات عن اقتحام قــوات الأمن الوطني لمربع أنصار الله وعن احتراقه لاحقا مع تقدم لعناصر حركة فتح داخله.

وأشــارت مصــادر إلى قصف مدفعي نفذه الجيــش على المخيم ردا على الاعتداء على عناصره، لافتة إلى أن الاشتباكات كان هدفها منع الجيش من اســتكمال انتشــاره في المخيــم، وقــد أدت إلى إصابة عســكريين بجروح بعد ســقوط قذيفة صاروخية قرب أحد مراكز الجيش حول المخيم المذكور، بينما عطلت المدارس في صيدا ومحيطها بســبب تردي الأوضــاع الأمنية والتخوف من الرصاص الطائش.

وأدت الاشــتباك­ات المتكــررة في مخيــم الميــة وميــة إلى بروز احتجاجات من تيارات مســيحية إذ زار ممثلون عنهــا البلدة التي تحتضن أراضيهــا المخيم، كما أن الجيش اللبناني وبالتنســي­ق مع حركة فتح اســتلم الحاجز الأمني على مدخل المخيم وهي المرة الأولى التي يتولاه الجيش منذ عقود.

تشييد أبراج

علمــت »الوطــن« أن الجيش سيشــيد أبراج مراقبــة تطل على المخيــم في التــلال المحيطة، وأن »خطة انتشــار الجيش في التلال الغربية للمخيــم جاءت لمنع تجدد الاشــتباك­ات بين »فتح« و«أنصار اللــه«، وكانت محــل ترحيب من القيادات الفلسطينية بهدف فرض الأمن والاستقرار في المخيم وحماية الجــوار اللبناني مــن الرصاص الطائش وتحديــدا بلدة المية ومية وحماية طريق الجنوب الســاحلية التي تسلكها آليات »اليونيفل« من بيروت إلى الجنوب وبالعكس.

 ??  ?? عناصر من الجيش اللبناني بالقرب من المخيم ( الوطن)
عناصر من الجيش اللبناني بالقرب من المخيم ( الوطن)

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia