Al-Watan (Saudi)

صراع روسي أميركي للظفر بالغاز السوري

تضارب المصالح رفض روسي لدور إيران

- بيروت: أسماء وهبة

قال مراقبون إن الولايات المتحدة الأميركية وروســيا إلى جانب إيران وتركيــا وإسرائيل هــي الأطراف المؤثرة في الوضع السوري، مشيرين إلى أنه رغم اســتبداد نظام بشــار الأسد ومسؤوليته عن اندلاع الحرب على مدى سبعة سنوات في سورية، إلا أن تدخل هذه الدول التي لاتربطها أيديولوجية محــددة، جاء من أجل مصالحها والتــي يتصدرها ملف الغاز الطبيعي والنفط وأضافوا أن روسيا تريد العودة إلى المشهد العالمي من خلال الشرق الأوســط، حفاظا على مصالحهــا النفطية وتخفيف الضغط عنهــا في ملف أوكرانيا، أما الولايات المتحــدة فتريد القضاء على الميليشــي­ات المتطرفة التي ستعوق مشروعهــا في الســيطرة على الغاز الطبيعي في سورية وهو ما تتفق فيه مع روسيا وإسرائيل أيضا. وأوضح المحلل الســياسي أنيس محسن، في تصريحات إلى »الوطن«، إن اقتسام حصــة الغاز في ســورية وخطوط إمداداته التي كانت أحد الأســباب المهمة لاشــتعال الحرب ستبدأ على المدى القريب بين واشنطن وموسكو، وذلك قبل الوصول لحل ســياسي في سورية.

وقال: »لابد هنا من العودة ســبع ســنوات إلى الوراء، حينما أكد علماء الطاقــة أن منطقة البحــر الأبيض المتوسط تتصدر المخزون الاستراتيج­ي للغاز في العالم، حيث تفاجأ بأن سورية حصلت على المرتبة الأولى في احتياطي الغاز، بعد اكتشــاف حقل قارة الذي ينتج 400 ألــف متر مكعب يوميا من الغاز الطبيعي. بناء على ذلك وضعت شركات النفــط والغاز الخطط لإمداد أوروبا بالغاز الرخيص نسبيا والأسرع وصولا إليها من البحر المتوسط والذي لن يتم إلا من خلال سورية«. وذكر أنيس محسن أنه بعد تلك الاكتشافات تضاربت المصالح الدولية، خاصة ما بين روسيا وتركيا والولايات المتحدة، حيث تعمل تركيا من خلال وجودها في ســورية كي تصبح محور نقل الغاز الطبيعي من الشرق الأوســط إلى أوروبــا، وهو ما يتعارض مع المصالح الروسية، وقال محسن إنه لهذه الأسباب تســعى روســيا إلى لعب دور الجوكر المتوازن في ملف الغاز، وذلــك على الرغم مــن دعمها المطلق لنظام الأســد من أجل الحفاظ على اســتثمارا­تها في الغــاز الطبيعي، حيــث إنها لن تقبــل بانتصــار إيران في لأن إنشاء مشروع الغاز التركي ســيمنع موســكو من تمرير ثروتها في الغــاز الطبيعي إلى أوروبا عبر منفذ البحر الأبيض المتوسط. في حين ترى الولايات المتحدة التي تستثمر شركاتها الغــاز الطبيعــي في إسرائيل وقبرص، أن اعتماد دول غرب أوروبا على الغــاز الروسي هو هــذا الأمر، ومن ثــم فإن أولى خطواتها تمثلت في إعادة بسط ســيطرة النظام السوري على حقــول النفط والغــاز في دير الــزور، للحفاظ على مصالحها الاقتصاديـ­ـة في ســورية، بعد أن كرســت وجودها هناك من الساحل إلى حمص. نقطــة ضعف اســتراتيج­ية كبرى لذلك سعوا إلى كسر هذه القيمة الاســترات­يجية لروسيا بتوريطها في سورية بما يكفل لأوروبا الحصول على خط الغاز السوري. وأشــار محســن إلى ســعي الولايات المتحــدة للقضاء على الأطماع الإيرانية بالســيطرة واعتــبر محســن أن دعــم الولايات المتحدة لقوات سورية الديمقراطي­ة »قســد« في شرقي الفــرات، يمثل أحد الأســباب لمنع ســيطرة النظام السوري وروســية وإيــران على حقول النفط، وهو ما ترفضه روســيا تماما، إلا أن واشنطن ستستعمل على خــط الغاز في ســورية، خصوصا أن إيــران صاحبة ثاني أكبر مخــزون في العالم للغاز الطبيعي، وبالتالي تسعى إلى إنشــاء خط للغاز الطبيعي من إيران فيمر بالعراق وينتهي في ســورية، مبينا أنه في حال وقوع ذلك فإنه سيكرس لإيران مواصلة عدوانها على جيرانها. ملف النفط والغاز كورقة ضغط عند بدء التفاوض مع الأســد وروسيا حول خريطة التسويات العســكرية والسياسية، بهدف تحجيم النفــوذ الإيراني وكسر الجسر الذي امتــد من طهران إلى بغداد ودمشــق وصولا إلى بيروت.

 ??  ?? أحد حقول الغاز في سورية
أحد حقول الغاز في سورية

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia