Al-Watan (Saudi)

مزمار هاملن هو إعلام المغلفين

Opinion@alwatan.com.sa فاكس: 0172273756

-

تركي الحربي

إن الإعـلام انفجـر في وقـت لـم يكـن أغلـب العـرب مسـتعدين لهذا الانفجـار! إمـا بسـبب صغـر سـن الغالبيـة منهـم، أو أن لديهـم خلـلا بالمدخـلات الرجعيـة!

لـذا فإننا نلاحـظ أن الإعـلام غلف كثيريـن، وأصبـح منهم مـن يذكر لك الأخبـار الإعلامية ومصادرهـا، وكأنه يذكـر لـك نصوصـا مقدسـة، وكذلك يذكـر لـك الإعلاميـي­ن المشـاهير، وكأنهم عـدول معصومـون من الزلل والخطـأ والخبـث والدجل، يلبسـون ثيـاب الصـدق والطهارة!

وإذا بـادرت بتوضيـح حقيقـة الإعـلام عنـد أحد مـن الذيـن غلفهم الإعـلام! بـأن توضح لـه أن الإعلام ما هـو إلا كذبـة كـبرى حتى لـو صدق! بسـبب أنـه يجلـب لـك الخـبر الذي يريـدك أن تعرفـه! وليـس حقيقـة الخـبر المجـردة والشـاملة والمطلقـة!

ويجـب عليـك أيهـا المتلقـي.. أن تضـع في عـين الاعتبـار أن الخـبر الإعلامـي يجـب أن يـوزن أولا في ميـزان العقـل، قبـل الإيمـان بـه وتصديقـه! لأنـك إذا صدّقـت أنـه حقيقـة سـيصبح تصديقـك مـع الزمـن من المسـلّمات التي لن تسـمح لأحـد بنقدهـا أو الطعـن في صحتها.. وحقيقـة الأمر هـي أنك لم تـدرك أن أصـل الخـبر الحقيقـي هـو كلمـات ليسـت أكثـر مـن كلمـات..!

مشـكلتنا في المغلفـين ممـن يصدق هـذا الإعـلام الحاقـد على السـعودية بأرضهـا وقيادتهـا وشـعبها، والذيـن يحملـون أجنـدات سياسـية واقتصاديـة وطائفيـة ضـد مملكتنا، ويحاولـون تنفيذهـا من خـلال زرع الفتـن داخـل المجتمـع السـعودي المتماسـك، عـبر بـث الأخبـار الملفقة والافـتراء­ات وتضخيم بعـض الأخبار لجعلهـا قضايـا رأي عـام تُهـم المجتمـع الـدولي.

وانقسـم هؤلاء المغلفون إلى شقين.. منهـم الشـق المحبط بسـبب تصديقه كثيرا مـن الافتراءات والأخبـار الملفقة ضد مملكتنـا الغالية.

والشـق الآخـر منهـم يحـاول مسـاعدة الإعـلام الحاقد عـلى المملكة بتأجيجـه النـار! ولا يعلم أبـدا أنه إذا اشـتعل الحريق فلن يحـرق إلا بيته.. ولـن يقطـع إلا كفـه.. ولن يجـدع إلا أنفه..

ألا ليـت قومـي يفقهـون! للأسـف إن بعـض قومـي غافلـون.. يقولـون مـا لا يفقهـون.. ويعلمـون مـا لا يقولـون..

المشـكلة ليسـت أبـدا في جريمـة قتـل! ولا في عدو يتربص بنـا الدوائر! المشـكلة أعظـم مـن ذلـك وأكـبر! المشـكلة فيمـن صار يصـدق الصوت العـالي ضـد وطنه!!

يذكرنـي بقصـة صاحـب المزمـار الـذي أعطاه رئيـس بلديـة »هاملن« تلـك المدينـة الصغـيرة، عـشرة آلاف قطعـة نقدية مـن الذهـب، مقابل أن يقـضي عـلى الفـئران! وأخـرج الناي وبـدأ يعـزف نغمـة غريبـة جعلـت جميـع فـئران هاملـن تمـشي خلفـه وهـم مسـتمتعون بعـزف صاحـب المزمـار، وهـو يقودهـم إلى البحـر ليوقعهـم فيـه، ولـم يدركـوا أنهـم يسـيرون إلى هلاكهـم!!

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia