Al-Watan (Saudi)

طريق الجفر العقير إلى أين

-

»مدينة الجفر - العقير« كما سميت بهذا الاسم. نظرا لعدد الأرواح التي فقدت ممن سلكوا هذا الطريق المرعب، أصبحنا في حيرة من أمرنا ونتساءل: هل سيستمر نزف الدماء البريئة، أم نلتزم الصمت لما يحدث في هذا الطريق، أم نعاتب الصحف ونستنزف الأقلام حرقة لما يحدث في هذا الطريق، أم نستمر في تبادل الاتهامات بين الجهات المسؤولة عن مثل هذا الطريق؟!

افتقدنا الأحباب والأصدقاء والأقارب، وانتهت مسيرة عقول ومواهب ومستقبل مشرف لهذا البلد. أنا أتحدث عن عقول، فهناك أطفال وشباب في مقتبل العمر كان ينتظرهم المستقبل لتقديم الكثير لهذا البلد المعطاء، توقفت أنفاسهم في غفوه، ودفعوا دماءهم ثمنا لتجاهل الجهات المسؤولة التي تقاعست عن تقديم مسؤولياتها تجاه وطنها، أتحدث أيضا عن المستقبل المشرف لتلك الضحايا الذين ينتظرهم آباؤهم وأمهاتهم، يبنون مستقبل أبنائهم، ويحلمون بتحقيق أبنائهم ما عجزوا هم عن تحقيقه.

تعلمنا من نيوتن »لكل فعل ردّ فعل، مساوٍ له المقدار ومعاكس له في الاتجاه«، فكان لتلك النظرية هدف علمي، وليس هدفا إداريا تبنى عليه حياتنا وقرارتنا، بمعنى ألا تكون تلك النظرية من تجعلنا ننتظر الخطأ لنصححه، أو حتى وقوع الكارثة، فلتكن أنت صاحب المبادرة لأنها الأساس، والعمل بالأسباب فالوقاية خير من العلاج. لا تنس أن هناك عوائل كثيرة تعتمد على أبنائها في حياتهم، ولا تنس أن هناك شبابا في عمر الزهور، ينتظر يوم زفافه ليشارك أمه وأباه فرحتهما، ليذهب كل ما ذكرت بسبب تقصير وتساهل أصحاب الشأن عن تأدية واجباتهم أمام الله ثم المليك والوطن، وأمام إخوة لهم حصد أرواحهم هذا الطريق.

ختاما، يقال الاعتذار من شيم الرجال، ففكروا فيها، وأعيدوا النظر، سنكرر الثقة فيكم، ونقف معكم في حقن الدماء، والحفاظ على الأنفس، كلنا أمل فيكم -بعد الله- لتصحيح الأوضاع، ونقولها وكلنا رجاء: نريد حلا لهذا الطريق!.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia