Al-Watan (Saudi)

قرن من الرخاء والنماء يُتƩوَج برؤية طموحة

-

تمت بحمد الله ومنته زيارة والد الجميع الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- وعمت الفرحة كل القصيم، وأمطرت السماء بالخير الكثير، -ولسان الحال- جاء الخير مع سلمان الخير، وسقى هذه المنطقة العطشى لوصال قادتها كما هي صحاريها وأنعامها ونخيلها لوصال المزن من السماء: تسقى القصيم بمزن وهمالي وتسقى القلوب بوصلك سلمان ويرتوي عطشى الوصال من أهلي كما يرتوي من زلال الماء عطشان

إن حبنا لولاة أمرنا واجب افترضه الله علينا، لأجل أنهم جمعوا كلمة الناس ووحدوا عقائدهم ونشروا العلم والعدل والأمن، وألَّفوا بين الناس حاضرتهم والبادية، وجمعوا أطرف البلاد من شمالها إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها تحت راية التوحيد، ونشروا فكر البيعة على كتاب الله وسنة رسوله صلوات الله وسلامه عليه، وأمروا به، فلهم منّا السمع والطاعة في المنشط والمكره والعسر واليسر.

كان بالأمس القريب، الملك في ضيافة أهل القصيم، واحتفل القصيم جميعه صغيره وكبيره برائد وقائد هذه النهضة، واحتُفِي بالضيف أيما احتفاء، وعُبِّر عن مشاعر الفرحة والابتهاج، وقاد هذا الحفل والتكريم أميرنا المحبوب فيصل بن مشعل بن سعود. كنا وكان إباؤنا وأجدادنا وما زلنا نحرص ألا يسمع منا الضيف ما يدعو للإحراج أو للانزعاج أو نثقل عليه بالمطالب، وأن نكشف له موضع ضعف وحاجة، وكان يمثلنا رجال تملأ ثيابهم الهيبة، ولهم الطولى بمكارم الأخلاق والالتزام بالدين، ولهم مواقف مشرفة في توحيد شتات هذا الوطن، منذ انطلق فاتحا للرياض والقصيم حتى استوى للمك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- عرش السعودية، واستمروا قادة هذا الوطن مع أبنائه، قريبين منهم يتحسسون حاجة الأهالي.

فاليوم مختلف عن الأمس، ومن يعتقد أن أساليب الأمس تصلح فهو كالمُنْبَتُ لا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى، وإنني لأعجب أشد العجب من أناس يتعدون القنطرة ويتصدرون المشهد ويكتبون بغوغائية ويستخدمون قنوات التواصل الاجتماعية ويُبدُون الوجه غير الحقيقي للواقع المُعَاش، كما ويُبدون وجه التقصير والحاجة، ويكتبون مطالب مبعثرة وأحلاما شخصية لا تمثل حاجة الوطن ولا تشكل أولوية. فالواجب علينا أن نشكر الله أولاً على هذه النعم وما وصلت له البلاد من تقدم وأمن ورخاء، ونذكر الفضل لأهل الفضل، نشكر الدولة على جهودها وإنجازاتها العظيمة، وذلك لأننا لا نشك باهتمام ولاة أمرنا، ولأن التنمية مستمرة، وما لم يأتِ بالأمس أو اليوم سوف يأتي غدا بإذن الله، ولأن العمل المؤسسي الذي وصلت له الدولة اليوم أصبح يُعمل به من منطلق تنمية مستمرة مستدامة تنطلق من حاجة رسمتها الرؤية، وتُستَخدم أعلى النظم والأساليب الإدارية ونظم التخطيط وأساليب قياس الاحتياج ومؤشرات للأداء، كما تُستخدم سلاسل الإمداد ونظم المعلومات والخدمات الحكومية الإلكتروني­ة ونظم المراقبة والتحكم.

كيف ونحن في خضم رؤية طموحة وقد فُتِح مكتب لتحقيق الرؤية في كل الإدارات الحكومية للمتابعة واتخاذ القرار، ورُبط بالمجلس الاقتصادي الأعلى، وأصبحنا اليوم نعتبر التغيير والنمو حاجة وسباقا وتنافسية مع العالم. لقد حدد ولي العهد الأمير محمد بن سلمان رؤية المملكة بـ2030 بعمقها العربي والإسلامي، وقوتها الاستثماري­ة وموقعها الجغرافي وما تحتويه من أهداف ومبادرات ومشاريع بمليارات الريالات، وخصخصة لقطاعات، وتغيير شامل وفق مؤشرات ومقاييس عالمية، يسعى إلى نقل المملكة -وطنا ومواطنا- إلى أعلى المستويات العالمية والعيش الرغيد.

لقد منّ الله علينا بأمير ذي ثقافة واطلاع وتجربة حكومية متميزة، ولديه مبادرات وطنية واجتماعية، وقد أنشأ إدارة خاصة في إمارة منطقة القصيم تهتم بتلك المبادرات، وقد أعلن عن المشاريع التي حظيت بها القصيم، وأعلن عن افتتاح الملك لـ(402) من المشاريع، ووضع حجر الأساس لـ(199( مشروعا بقيمة إجمالية تزيد على )12) مليار ريال. في الحقيقة إن هناك غيابا لثقافة التخطيط عند بعض المتحمسين مهما كان تأهيلهم العلمي، ويُعذرون بفرط الحب لبريدة، وأرجو ألا يكون غير ذلك، فاليوم لدينا آليات وأساليب متقدمة في التخطيط وإدارة التغيير، فيجب علينا كمثقفين في منطقة القصيم أن نتعلمها ونجيدها ونجعلها أساسا لتطوير وتنمية مدننا، ومن أهم تلك الآليات هي وجود رؤية للمدينة تتماشى وتتناغم مع الرؤية العامة للدولة، ويجب علينا وضع أهداف خاصة بمدينة بريدة وبمنطقة القصيم قريبة وأخرى بعيدة، كما يجب علينا تحديد الأولويات التي تحتاج منّا الاهتمام والسعي بكل السبل وسلوك جميع الطريق المشروعة وطرق الأبواب المفتوحة، ومحاولة فتح ما أغلق منها بمساعدة ولاة الأمر، واستثمار العلاقات الرائعة لأهل ورجالات المنطقة بأعلى المستويات، بشرط وضوح المطلب وأهميته للمنطقة ووجاهته.

لِمَ نجعل الدولة شماعة نرمي عليها كل مطالبنا واحتياجاتن­ا؟؟!! فاليوم الوضع مختلف، وقد منحت الدولة -رعاها الله- جميع المواطنين في جميع المناطق فرصة المشاركة الفاعلة بالاستثمار والتنمية والتطوير، وحددت جزءا من دخل الدولة يُعتمَد عليه، وعززت هذا التوجه بالدعم المباشر والصناديق والبنوك الاستثماري­ة والتمويلية، وجعلت من أهم أهداف ومؤشرات الرؤية مشاركة المواطنين في التنمية. لا مكان لمن فتح فاه وأقفل جيبه، فالحمل أصبح على رجال الأعمال والمخلصين من شباب المنطقة بعد اكتمال البنية التحتية، وأصبحت جميع المدن والمناطق لديها القدرة على المنافسة المحلية والعالمية، واليوم أصبحت الكرة في ملعب المواطن المخلص لوطنه والشاب الطموح المُصر على النجاح والتغيير، ورجل الأعمال الواضح في رؤيته وتحقيق استثماراته، والمرأة الصانعة للرجال، (فرجال القصيم غير).

حفظ الله ديننا وولاتنا وأوطاننا، وأمَّنا من كل شر.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia