Al-Watan (Saudi)

آليات لاستثمار التراث في المسرح السعودي

المسرح والفن الشعبي

- الأحساء: عدنان الغزال

انتقد المخرج السعودي، عضو هيئة التدريس في كلية الآداب في جامعة الملك فيصل، الدكتور سامي الجمعان، لـ»الوطن« غياب الدراسات العلمية المتخصصة في مسرح المدينة المنورة، وندرة النص المسرحي المديني المطبوع، مشــيرا إلى أن مجمل النصــوص المسرحية مخطوطة، وأهمية دعم كتّاب المسرح في المدينة المنورة، وطبــع مجموعاتهم المسرحية، وحدد 4 آليات لاســتثمار مسرحيي المدينة للتراث، أهمها توظيفه بما يخدم القضية الاجتماعية. قال الجمعان في دراســة بحثية متخصصة، بعنوان: »المسرح المدينــي.. بين التاريخي والفنــي«، إن »جهود أحمد بن أبي ربيعــة –رحمه الله-، علامة بارزة في مســيرة مسرح المدينة المنورة، ورغم ذلك لم توثق جهوده، ولا مسرحياته«. وأضاف أن »المسرح المديني، خاض في قضايا المجتمع بصورة لافتــة، وبما توافر له من إمكانات كتابية وفنية عن الشــأن المديني الخاص، والشأن السعودي العام، ووقف المسرحيون من تراث المدينــة المنورة العريق موقف الوفاء، وســعوا إلى جعله مكوناً من مكونات أغلب منجزه المسرحي«، مشــيرا إلى أن الكاتب المسرحي المديني، اســتثمر طاقة النص المسرحي وفضاءه الرحب لمسرحة تاريخ المدينة المنورة، برؤية عصرية غير جامدة. أوضح الجمعان أن »مسرح المدينة المنورة، أخذ موقعه ضمن المسارح المحلية في المملكة مع بداية السبعينيات الهجرية، على يد رجال الفكر فيها، وجرى تقديمه في بدايته في أطر تعليمية وتربوية، مع افتقار الرصانــة الفنية، وعدم توافر الإمكانات اللازمة للعرض المسرحي بمفهومه التقني، إلى أن ظهر جيل مسرحي جديد واصل المســيرة بطموح تجــاوز المحلية إلى فضاءات الوطن الأكثر اتساعاً. وأكد أن »المسرح السعودي شــهد تفاوتاً واضحاً في الكتابة المسرحية من منطقة إلى أخرى، وبين مدينة وأخرى، واتسمت انطلاقــة الكتابة المسرحيــة عــام 1932 بملامح محددة، كاعتمادهــ­ا الفصحى لغة لحواراتهــ­ا، وعودتها إلى التاريخ وشــخصياته، وتوجهها إلى الرصانة الأدبية في أســلوبها«، لافتاً إلى أنها كانت مسرحيات كتبت لتقرأ لا للتمثيل، ومن ثم تحولت الكتابة المسرحية عام 1970 إلى التجسيد على خشبة المسرح، حيــث تم اعتماد اللهجة الحجازيــة الدارجة كلغة، ومعالجة قضايا اجتماعية معيشة في وقتها. أبان المخرج الســعودي أن»هناك ثمة علاقة بــين المسرح المديني بالفن الغنائي الشــعبي، خصوصاً الفرق وفنونها الشعبية، فمعظم المسرحيات توظف جوقة الفرقة الشــعبية مســتهلاً لها، وتجعلها حــاضرة بين اللوحات التمثيلية المختلفــة، علاوة على توظيف المثل الشعبي المديني في ســياقات النصوص المختلفة، وتضمين الأبيات الشعرية الجارية على ألسنة أهل المدينة في أحداث المسرحية، وتوظيف الحكواتي أو الراوي بصيغته الشعبية القديمة«. عزى الجمعان أســباب هيمنة اللهجة الحجازية على لغة النصوص المسرحيــة، لكونها تنتمي إلى مسرح النقــد الاجتماعي، الذي عادة ما يفرض طبيعة اللغة المســتخدم­ة والمتوائمة مع طبيعة القضية الاجتماعيـ­ـة القريبة من الناس والمتوجه إليهــم عن قصد، كما أن مسرح النقد الاجتماعي يعبر عن روح الخصوصية والهوية والتراث المشــترك، مشــيراً إلى أن المسرحية التي تســتخدم اللغة العربية الفصحى، لكي يلقى النص صدى إقليميــاً، أما الطرح القائم على الرمزية، فهو يحاكي الواقع وقضاياه المعاصرة.

 ?? (الوطن) ?? من إحدى المسرحيات في الطائف
(الوطن) من إحدى المسرحيات في الطائف
 ??  ?? جانب من عرض مسرحي في سوق عكاظ
جانب من عرض مسرحي في سوق عكاظ

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia